حينما قال الفنان عادل إمام مقولته المشهورة "بلد شهادات صحيح".. في إحدى مسرحياته اعتبرنا ذلك سخرية عابرة من سوء أوضاع أو تقييم البشر واعتبار الشهادة العلمية أو التعليمية هي أهم وسائل الترقي والصعود الاجتماعي.. اليوم وبنفس النكهة الساخرة يمكننا القول إن بلدنا لم يعد حتى بلد شهادات؛ فالشهادات تحوطها شبهات الغش والتزوير والتسريب، بل إنه صار بجدارة بلد مسلسلات هابطة، تتصارع على كعكة إعلانات فاسدة أو مستفزة على أحسن تقدير !! وبين المسلسلات الهابطة والإعلانات المستفزة يجري تصوير مصر وتقديم صورة مغلوطة سلبية عنها لا تبشر بخير ولا تبث الأمل والتفاؤل في المستقبل. خطايا الدراما كثيرة، فهي تصنع قدوة مشوهة فوضوية، تعلى شريعة الغاب ومنطق القوة الباطشة الظالمة، وتغيب قوة الحق والعدل والقانون.. وما أكثر ما شاع من أخطاء تركت فترسخت حتى صارت ثوابت لم تجد من يصححها أو يصوبها، فصارت سلوكا في الشارع لا يجد النشء والشباب والمجتمع حرجًا في تقليدها والإتيان بمثلها، والسكوت عنها.. فتفشت الرذيلة والغيبة والنميمة والبلطجة والعنف والخيانة وخصوصًا الزوجية في المسلسلات التي قال صناعها إنها لا تصنع الواقع بل تنقل عنه. ونكمل غدًا..