أصدر مجلس علماء السنة في باكستان فتوى بتحريم قتل النساء في جرائم الشرف واعتبرها خطيئة كبرى وغير مبررة دينيا أو أخلاقيا، وجاءت الفتوى في أعقاب سلسلة من عمليات القتل التي استهدفت نساء وفتيات تزوجن دون رغبة عائلاتهن وكان آخرهن المراهقة "زينات بيبي" التي تم قتلها بيد أسرتها في مدينة لاهور الأسبوع الماضي، بعد زواجها برجل من اختيارها ودون رغبة أسرتها. وقال السكرتير العام لمجلس اتحاد علماء السنة في باكستان «SIC»، المفتي "سعيد رضوى": إن جرائم الشرف خطيئة كبرى وغير مبررة دينيا؛ لأن الله قضى أن تكون المرأة حرة في الزواج، ممن تختار طالما هناك اتفاق بين الطرفين. وأشار إلى أن الإسلام يحترم حقوق المرأة ويحترم حق الحياة أما جرائم الشرف فهي لا تستند إلى أي سند من الدين أو القانون لكنها تستند إلى الجهل والأمية والقبلية والتعصب. وأضاف "رضوى" أن القتل بطبيعته أمر وحشي فما بالك بحرق الإنسان وهو على قيد الحياة كما حدث ل"زينات" مؤخرا في لاهور وغيرها من الأبرياء الذين راحوا ضحية هذا النوع من الجرائم التي نعتبرها خطيئة كبرى مطلقة، مؤكدا أن كل رجال الدين أدانوها وأعلنوا أنها غير مبررة دينيا أو قانونيا أو أخلاقيا ويجب أن تعمل الدولة بكل مؤسساتها على وقف هذا النوع من الجرائم بأي ثمن. وطالب "رضوى" الحكومة بإصدار قانون جديد لمعاقبة المدانين في جرائم الشرف بأقصى العقوبات التي يبيحها القانون وأن يتم إصدار هذا التشريع في غضون أسبوع على أن يتزامن مع إطلاق حملة توعية بين القبائل ضد جرائم الشرف. وكانت مجموعة من المنظمات والجمعيات الدينية السنية الباكستانية، والأحزاب السياسية أعلنت تأييدها فتوى مجلس اتحاد علماء السنة، والذي يضم في عضويته أكثر من 40 شخصًا من كبار علماء السنة في إقليم البنجاب. يذكر أن رئيس الوزراء الباكستاني "نواز شريف"، أصدر أوامره بالتحقيق في مقتل زينات بيبي، وزوجين آخرين قتلا في اليوم نفسه لزواجها دون موافقة عائلاتهم. ويقتل المئات من النساء الباكستانيات من قبل ذويهم كل عام بحجة الدفاع عن شرف العائلة.