«من النهارده مفيش ثورة23 يوليو.. من النهاردة مفيش يوم وطنى لمصر حتى تقام الخلافة الإسلامية» .. هذا هو السيناريو الذى وضعه الخبراء والمحللون لمستقبل مصر على يد الإخوان.. ولماذا نذهب بعيدا والجماعة تصدر تصريحات رافضة للاحتفالات بثورة يوليو ولكن هل ستكون هذه الاحتفالية هى الوحيدة التى يسقطها الإخوان من ذاكرة الأمة؟ «الواقع هناك ثأر بايت بين الجماعة وثورة يوليو والإخوان فصيل غير متسامح».. هكذا شخص الدكتور رفعت السعيد الحالة مضيفاً: الجماعة تنظيم مغلق سرى لذلك تجده شديد الكراهية للقديم ولا يغفر أى اخطاء وبالتالى إلغاء الاحتفال بالثورة وارد وإن لم يكن هذا العام سيكون فى الأعوام المقبلة. وهذا ما يمكن قراءته ضمن سطور الكلمة المرتبكة التى ألقاها الرئيس مرسى فى هذه المناسبة، «الشيوعيون غفروا لعبد الناصر رغم شدة التعذيب الذى لاقوه فى عهده» .. بهذه الكلمات تحدث السعيد علاقة الشيوعيين بعبد الناصر وقال إن الشيوعيين كانوا ينظرون للمصلحة العامة فى خلافهم مع عبد الناصر وهم يعرفون جيدا كم الإنجازات الوطنية التى تحققت على يد عبد الناصر مثل مجانية التعليم وقوانين الإصلاح الزراعى وتأميم قناة السويس وكل هذا يغفر له عكس الإخوان الذين نظروا إلى مصالحهم الشخصية المتمثلة فى الصراع على المناصب وهو ما تصدى له عبد الناصر بكل حزم فاعتقل ما أعتقل منهم وأعدم من أعدم ولذلك الإخوان لو تمكنوا من نزع يوم 23 يوليو من التاريخ لن يترددوا. لأنهم يعتبرون عبد الناصر عدوا شخصيا لهم. «الإخوان لا يحترمون التاريخ الوطنى».. جملة مختصره قالها الدكتور عاصم الدسوقى أستاذ التاريخ الحديث بجامعه حلوان, مشيرا إلى أن ثورة يوليو جزء من تاريخ مصر وجزء من ميراث الشعب مثل ثورة عرابى وثورة 19, مضيفا: أتمنى أن يحترم الإخوان تاريخ الشعب المصرى وعليهم أن يتذكروا أن التاريخ لا يرحم كما «تدين تدان». الدسوقى كشف أن الإخوان لديهم خطة لإعادة تأهيل الأجيال القادمة بما يتناسب مع معتقداتهم, وصراعهم على حقبة التعليم خير دليل على ذلك. «الإخوان فى عداء مع كل الناس, ولا يؤمنون بأى يوم ليكون عيدا وطنيا لمصر» ... بهذه النظرة غاص الدكتور عبد المنعم سعيد مدير المركز الاستراتيجى بالأهرام سابقاً فى الأعماق ليحلل ما يحمله الإخوان لثوره يوليو وقال: أى بلد فى العالم لابد أن يكون لها يوم استقلال ويوم وطنى لكن الإخوان وعلى لسان أحد قادتهم وهو الدكتور عصام العريان عندما سألته عن هذا اليوم قال لن نحتفل بأى يوم لأن مصر لم تستقل إلى الآن, واستقلال مصر من وجهة نظره أن تصبح دولة إسلامية وتقام الخلافة. سعيد أوضح أن مصر كانت تحتفل بيوم 28 فبراير وهو يوم التسويق لثورة 1919 وأعتبر هذا اليوم منذ عام 1922 يوما وطنيا لكل المصريين حتى جاءت ثورة 23 يوليو وأصبح هذا اليوم هو عيد للاستقلال , لكن الإخوان لا يعترفون بأى يوم فهم فى عداء مع عهد محمد على لأنه من وجهة نظرهم ثار على الخلافة العثمانية وخرج من ثوبها كما كان العداء على أشده فى عهد عبد الناصر. «هو من المنتفعين من ثورة 23 يوليو, فلولاها ما ملك والده قطعه أرض ولا هو كمل تعليمه المجانى» .. هكذا يرى الدكتور رفعت سيد أحمد رئيس مركز «يافا» للدراسات الاستراتيجية, فضل وعظمة ثورة يوليو على الرئيس مرسى مؤكدا فى نفس الوقت أن الإخوان يسعون إلى إلغاء الاحتفال وقد كان هذا واضحا فى خطبة التحرير الشهيرة وفى بيانه الأخير, فهم لن ينسوا فترة حكم عبد الناصر, وبالتالى يجاهدون لمحو أى ذكرى تذكرنا بهذه الفترة.