اتحاد الإذاعة والتليفزيون «ماسبيرو».. بعدد العاملين داخل قطاعاته وإداراته المختلفة هناك حكاية وكواليس وأزمات وصفقات أيضا، أصوات تتحدث عن القيادات، وقيادات تتخذ القرارات، والأمور تسير في طريق من المفترض ألا تسير فيه. علاقة رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، عصام الأمير، بعدد من القيادات داخل «ماسبيرو» كانت دائما على رأس الحكايات التي تتردد داخل أروقة المبنى العريق، لكن تبقى علاقته الوطيدة، الممتدة لسنوات طويلة، ومجدى لاشين، رئيس التليفزيون، هي الأكثر عرضة ل«قعدات مصاطب ماسبيرو»، والحوارات الجانبية لغالبية العاملين داخل الاتحاد. «مابيردش له طلب».. الوصف الذي كثيرا ما يقال عند التطرق للعلاقة التي تربط «الأمير» و«لاشين»، وهناك وقائع عدة تؤكد الأمر، وفقا لمصادر رفيعة المستوى داخل الاتحاد، والتي أكدت أن «لاشين» يتم التعامل معه كونه «خط أحمر» لا يمكن ولا يجب أيضا الاقتراب منه، نظرا لأنه يتمتع بثقة عصام الأمير، رجل «ماسبيرو» الأول، الذي لا يرفض له طلب. المصادر ذاتها، دللت على متانة العلاقة بين رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، ومجدى لاشين بواقعة التصارع بين رئيس التليفزيون وعبد الخالق يوسف الأمين العام لماسبيرو للحصول على قاعات مكتبة الألفى بعد إخلائها من الشرائط وجلبها لمبنى التليفزيون. وتشير تفاصيل الواقعة إلى أن «يوسف» تقدم ل«الأمير» بطلب لاستغلال القاعات للدارسين بمعهد الإذاعة والتليفزيون نظرا لكونه بذات المنطقة، وطالبه أيضا بمخاطبة قطاع الأمن التابع لاتحاد الإذاعة والتليفزيون لدراسة الأمر. المثير هنا، أن توقيت تقديم الأمين العام لماسبيرو طلب «استغلال مكتبة الألفى» تزامن معه تقديم «لاشين» بطلب مشابه لرئيس الاتحاد، للحصول على المكان ذاته، دون أن يوضح المراد من تخصيص المكان له. ووفقا للمصادر ذاتها، فإن طلب «يوسف» الذي دخل مرحلة الدراسة والبحث والفحص لم يتم البت فيه من جانب رئيس الاتحاد، في الوقت الذي وافق الأخير على طلب «لاشين» دون الحاجة إلى مروره بنفس المراحل التي يمر بها حاليا طلب الأمين العام ل»ماسبيرو». واقعة قاعات «الألفى» لم تكن الأولى، وكافة الشواهد تشير إلى أنها لن تكون الأخيرة، فقد سبقتها وقائع عدة، منها طلب «لاشين» منع برامج قطاع الأخبار من شاشة الأولى ماكان سببا في اندلاع خلافات كبيرة بين رئيس الاتحاد ومعظم قيادات الأخبار الذين اعتبروا في ذلك التصرف القضاء عليهم وإضاعة لمجهوداتهم في العمل، الأمر الذي دفع البعض داخل «ماسبيرو» للتأكيد على أن «لاشين» بات مركز قوى داخل الاتحاد لا يتأخر عن تلبية طلباته غالبية قيادات القطاعات داخل المبنى، خوفا من أن تصل لمسامع رئيس الاتحاد معلومات مغلوطة عنهم من الممكن أن تساهم في الإطاحة بهم مع أي حركة تغييرات تتم داخل «ماسبيرو». إلى ذلك كشفت المصادر عن تنامى حالة الغضب بين العديد من قيادات ماسبيرو تجاه استغلال مجدى لاشين قوة علاقته برئيس الاتحاد، وإصرار الأخير على دعوته لحضور كل اجتماعاته مع الوفود والشركات الخارجية، كما أنه أصبح ضيفا دائما على مائدة الاجتماعات الخاصة بمناقشة أمور الاتحاد. ولأن القاعدة تقول « احترس من عدوك مرة.. ومن صديقك ألف مرة» فإن المصادر ذاتها لفتت الانتباه إلى أن «لاشين» بدأت تداعبه أحلام خلافة صديقه «الأمير» في رئاسة اتحاد الإذاعة والتليفزيون، مؤكدين في الوقت ذاته أن رئيس التليفزيون لن يتردد في استغلال أول فرصة سانحة للانقضاض على عرش ماسبيرو والإطاحة بالأمير.