وسط حالة نادرة وشعور بالحب والدفء.. انطلق صوت الشيخ فؤاد عبد العظيم بأذان المغرب داخل كنيسة «سانت تريز»، فيما كانت تصاحبه صلوات حارة من المطران كريكور مطران الآرمن الكاثوليك، داعيا بأن يدوم الله لقاء المحبة بين مسلمى مصر ومسيحييها. بدعوة خاصة من مطران الآرمن الكاثوليك وبكنيسة سانت تريز بمصر الجديدة، حضر لفيف من رموز الدين المسيحى والإسلامى حفل إفطار رمضانى، تحت شعار «مصر الإيمان ...المحبة ..السلام»، والذى أقيم الأحد قبل الماضى. «فيتو»، ممثلة فى رئيس تحريرها الزميل عصام كامل، وعدد من الزملاء الصحفيين بالجريدة، كانت من أبرز المدعوين، إلى هذا الحفل الرمضانى الأخوى، تقديرا لجهودها الملموسة فى وأد بذور الفتنة، وتجفيف منابع الشقاق والانقسام، الذى تقوده وسائل إعلام تقتات على الفتنة ونيرانها. روح المحبة التلقائية سادت بين جميع الحضور، الذين دعوا بأن تبقى مصر أكبر من جميع من يتآمرون عليها، ويعملون على النيل من استقرارها، واهتزاز صورتها. فريدى بنيامين، مدير منتدى الشرق الأوسط قال ل«فيتو»: هذه أول مرة يتم فيها دعوة هذا العدد الكبير،إلى مثل هذه المناسبة، التى ننتظرها من العام إلى العام. مشددا على أن أعضاء الجمعية الثقافية الأرمينية سعداء بمشاركة إخوانهم المسلمين إفطار رمضان، فى مشهد يهدف إلى لم شمل الأسرة المصرية ودعم مصر المدنية المسالمة المطمئنة، وليس مصر الدينية المتوحشة. من جانبه.. قال الشيخ فؤاد عبد العظيم وكيل وزارة الأوقاف المصرية لشئون الدعوة والمساجد: إفطار اليوم، جاء بناء على دعوة كريمة، من نيافة مطران الأرمن الكاثوليك، وهذه ليست أول مرة تجمعنا مناسبة. مضيفا: «نحن إخوة وجيران، فوزارة الأوقاف ومسجد الرحمة، يقعان فى حضن الكنيسة الأرمينية فى وسط القاهرة، ويوجد بيننا تعاون مستمر ودائم، والطائفة الأرمينية تعيش فى مصر منذ زمن طويل، ولأبنائها اسهامات كبيرة فى تاريخ مصر الحديث، وأتذكر فى عيد الميلاد الماضى كانت أجراس الكنيسة تدق مع «الله أكبر» أثناء صلاة الظهر وهذه ظاهرة عظيمة لم تتكرر على مستوى أى دولة فى العالم». وفى شأن حادث دهشور، شدد عبد العظيم على أن هذا الحادث لا يعبر عن «فتنة طائفية» بين المسلمين والمسيحيين ولكنه امتداد لحوادث فردية تحدث يوميا بين الإخوة والأشقاء، مطالبا بتطبيق القانون بحزم على كل أعمال البلطجة. «عبد العظيم»..حمّل من وصفهم ب«المتربصين والمأجورين»، مسئولية ما يتردد عن وجود «أزمات طائفية» فى مصر. مضيفا: أقول لمشعلى الحرائق: «اتقوا الله فى وطنكم ولا تبيعوه فى سوق النخاسة». ويلتقط طرف الحديث المطران كريكور أوغسطينوس أسقف الإسكندرية للأرمن الكاثوليك، الذى قال ل«فيتو»: «نحن –كمسيحيين- نتسامح ونقول لمن يريد سوءا بوطننا: «إن من فعل هذا اغفر لهم يا رب لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون». وفى شأن ما تردد عن فتح بعض الدول الأوروبية أبوابها لمسيحيي مصر للهجرة إليها بحجة أنهم «مضطهدون فى مصر»، أكد أوغسطينوس أن «مصر –بصفة عامة- لا يوجد فيها أى نوع من أنواع الاضطهاد، وأقول لمثل هذه الدول: هنا أرضنا وجذورنا وسنبقى فيها لنحافظ عليها وعلى هذا الوطن، وأنا ضد الهجرة فالإنسان لن يجد له مكانا فى الاغتراب». مطران الأرمن الكاثوليك أيد بقاء المادة الثانية من الدستور، التي تنص علي أن «دين الدولة هو الإسلام ومبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع»، وتمنى أن تكتمل هذه المادة بالإشارة إلى «أن لغير المسلمين حرية ممارسة شعائرهم والرجوع إلي شريعتهم الخاصة في الأحوال الشخصية». وأخيراً.. قالت وفاء على إبراهيم - مؤسس حركة مصر المدنية- ل«فيتو»: «لقاءات حفلات الإفطار لا تكفى، بل يجب التواصل بين القيادات الدينية من الجانبين لمواجهة شبح الفتنة الطائفية. ودعت المسلمين والمسيحيين المستنيرين إلى تحمل مسئولياتهم فى وأد الفتن وإخراس كل الأصوات المحرضة على الفرقة والانقسام.