بدأ الآلاف، السير في "مسيرة للسلام"، على طريق تمتد نحو 100 كم سلكها في يوليو 1995 بالاتجاه المعاكس 15 ألف مسلم من سريبرينيتسا هربا من قوات صرب البوسنة، اليوم الأربعاء. ورفع المشاركون أعلام البوسنة القديمة البيضاء التي تزينها زهور الزنبق العائدة لفترة الحرب الأهلية بين عامي 1992 و1995، وسيعبر المشاركون الغابات والتلال للوصول الجمعة إلى سريبرينيتسا عشية الذكرى العشرين للمجزرة التي ذهب ضحيتها ثمانية آلاف رجل وفتى على يد قوات صرب البوسنة. "نجاد مويتش" في الأربعين من العمر وقد غزا الشيب شعره، جاء من الولاياتالمتحدة إلى حيث هاجر بعد عامين على انتهاء هذه الحرب التي أوقعت 100 ألف قتيل. وقال الرجل الذي يرتدي قميصا أبيض كتب عليه "لقد نجوت": "أشارك كل سنة في هذه المسيرة لكيلا يصبح ما عشناه في طي النسيان.. على كل ناج أن يتذكر ما عاشه هنا..على العالم أجمع ألا ينسى بأن إبادة ارتكبت هنا". وأقر القضاء الدولي بأن إبادة ارتكبت في سريبرينيتسا. وفي العاشر من يوليو عشية سقوط سريبرينيتسا، التي كانت موضوعة تحت حماية الأممالمتحدة، بأيدي القوات الصربية.. وانفصل نجاد عن باقي أسرته. وقال هذا العسكري السابق "أصعب لحظة كانت تلك التي رأيت فيها والدي وشقيقي وأفرادا آخرين من أسرتي لآخر مرة.. كانت لحظة وداع لأني لم أرهم بعد ذلك". وأوضح "اختار شقيقي أيضا الفرار عبر الغابات لكننا انفصلنا عندما أطلقوا النار علينا. حاول والدي اللجوء لدى الكتيبة الهولندية في بوتوكاري قرب سريبرينيتسا لكنه وقع في الأسر..عثر على رفاتهم بعد الحرب في مقابر جماعية ودفنوا في 2006 في النصب التذكاري في سريبرينيتسا". وتجمع نجاد وأصدقاؤه وآلاف الأشخاص الراغبين في إظهار تعاطفهم مع الضحايا والناجين، قبل انطلاقهم على تلة في بلدة نزوك، إلى هذه البلدة الواقعة شمال شرق البوسنة وصل أول أربعة آلاف مسلم بوسني فروا من سريبرينيتسا بعد رحلة استغرقت سبعة أيام للذين حالفهم الحظ وأكثر من شهر لآخرين. ومن أصل الرجال ال15 ألفا الذين فروا من سريبرينيتسا، بقي سبعة آلاف على قيد الحياة.