باتت تقنيات وسائل الإعلام الحديثة مثل تويتر، تلعب دورا هاما في حياة الدبلوماسيين فأصبحوا بدورهم سفراء لوسائل الإعلام الحديثة، إنهم يغردون أيضا للإسراع في التواصل، غير أن هؤلاء لا يتقنون جميعا اللعبة الكاملة في هذا المجال. في الساعات الأولى من صباح الثاني من أبريل، تم تحويل هاشتاج #IranTalks (محادثات إيران) إلى هاشتاج #IranDeal (اتفاق إيران). علامة (الهاشتاج) المستخدمة في خدمة تويتر، توضح أنه حدثت بالفعل انفراجة في المفاوضات بشأن ملف إيران النووي، وذلك بين إيران من جهة، والدول التي لها حق النقض في الأممالمتحدة وألمانيا من جهة أخرى، لقد انتصرت الدبلوماسية نهاية الأمر، ومعها انتصرت أيضًا السياسة الخارجية من خلال استخدامها لخدمة تويتر، هذا التوجه الإعلامي السياسي هو ما يعبر عنه بالمصطلح الجديد Twiplomacy. بعد أعوام من المباحثات والمحادثات بين الأطراف المعنية بالملف النووي الإيراني، عبر وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، ونظيره الأمريكي جون كيري، ووزير الخارجية الألماني شتاينماير، عن سعادتهم لما توصلوا إليه في تلك المباحثات بشأن الملف النووي الإيراني. ليس استخدام خدمة تويتر من طرف السياسيين، حصرا على وزراء الخارجية، بل إن ثلثي عدد رؤساء الدول والحكومات يستخدمون تويتر ويغردون مثل أكثر من 4000 دبلوماسي في السفارات وممثلياتها في العالم - بحسب دراسة لشركة بيرسون مارستيلر الاستشارية. "وبهذا تكون الدبلوماسية قد نجحت في الوصول إلى أكبر عدد من الناس؛ حيث يمكنهم أن يطلعوا على ما يقوم به الدبلوماسيون من مهام ومعرفة الأخطاء التي يقعون فيها"، كما يقول يان ميليسن من المركز الهولندي للعلاقات الدولية في مدينة لاهاي. نهاية الدبلوماسية التغريد بشأن بعض المباحثات المهمة مثل مباحثات الملف النووي الإيراني في مدينة لوزان السويسرية، قد يؤدي إلى الوقوع في فضيحة بشكل سريع "يا إلهي هذه نهاية الدبلوماسية"، هكذا كان تعليق رئيس الوزراء البريطاني اللورد بالميرستون، في منتصف القرن التاسع عشر حينما وصلته آنذاك أول رسالة تليغراف. ولكن استخدام التقنيات الحديثة لم يؤد بالدبلوماسية للسقوط في الهاوية، بل أصبحت تلك التقنيات من الأدوات اليومية التي يستخدمها الدبلوماسيون، كذلك الأمر مع تقنية التويتر وتقنيات أخرى مستخدمة في الإنترنت. ولكن أمام الدبلوماسيين هناك تحدٍ جديد، يجب عليهم أن يغيروا من تعاملهم اللغوي والتخلي عما تعودوا عليه من استخدامات لغوية، كما يجب عليهم أن يتحدثوا كما نتحدث نحن. هذا شيء جيد؛ لأن ذلك سيساعد الناس على فهم ما يسعى الدبلوماسيون للوصول إليه، وهذا ما أكدت عليه ديبوره سيوارد مسئولة الاتصالات في الأممالمتحدة، في نقاشاتها مع عدد من الخبراء خلال منتدى الإعلام العالمي الثامن الذي استضافتة مؤسسة DW في بون؛ حيث أوضحت كيف تقوم التقنيات الرقمية بتغيير العلاقات الدولية. العالم الافتراضي العلاقات الدولية لا تتغير كثيرا من خلال تغريدات السياسيين على موقع تويتر، بل من خلال ملايين التغريدات التي يكتبها المستخدمون حول العالم في كل دقيقة، وبنشرهم لصور وفيديوهات وأفكار تجوب العالم الافتراضي. فكم هي المعلومات الهائلة التي يتم تناقلها وتمثل تحديا هائلا للحكومات، وليس هناك من حكومة يمكنها التعامل مع هذا الكم الهائل، كما يقول المذيع السابق في البي بي سي نيك جوينج. وهو يشير إلى أننا مازلنا نخطو الخطوات الأولى فقط في طريق التحول التقني الذي يقوي مكانة الأفراد، كما يتشكك من شرعية القوى الحاكمة التي فقدت السيطرة على الرأي العام. "فحين يتم إلقاء البراميل المتفجرة على مدينة حمص أو حلب من مروحيات، تنتشر التعليقات على مثل هذه الأعمال بسرعة البرق على شبكة الإنترنت". نشر الأكاذيب واستخدام التقنيات الحديثة بغرض الدعاية يعد أيضًا من الأمور التي يجب أن توضع في الحسبان، فهناك نظام الأسد في سوريا وتنظيم داعش والحكومة الروسية وتعاملها مع الأزمة الأوكرانية، كل هؤلاء يستخدمون أيضًا التقنيات الحديثة من أجل كسب التأثير وتقوية شوكتهم. ارتفاع سقف التوقعات عبر رسالة متلفزة لمنتدى الإعلام العالمي الثامن الذي انعقد في DW في بون، حذر وزير الخارجية الألماني شتاينماير، من ارتفاع سقف التوقعات بشأن ما تقدمه التقنيات الحديثة من خدمة للدبلوماسية. "بعض وسائل السياسة الخارجية قد تبدو بطيئة أو غير حديثة، مقارنة بالكم الهائل من الصور الذي يصل من مناطق النزاع، لكن المباحثات الدبلوماسية تحتاج إلى وقت أطول". وحين يتم التوصل في النهاية إلى اتفاق، كما حدث في مباحثات الملف النووي الإيراني، فلن يصبح مهما إن كانت المباحثات السرية أو النقاشات العلنية هي التي لعبت دورا في التوصل إلى ذلك. هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل