من الذي يرشح الوزراء في مصر.. ولماذا نرشحهم اليوم ونتجاهلهم غدا؟ سؤال يطرح نفسه كثيرًا على الساحة المصرية، دون أن نجد دليلا واحدا على أن المسئولين في مصر يقرأون، ثم يفعلون أفعالا تؤكد أنهم قرأوا واستوعبوا وعملوا بما يتفق مع منطقية الطرح. في 5 مارس 2015، قال المهندس إبراهيم محلب - رئيس وزراء مصر - إنه رشح وزيرا للزراعة بدرجة "فلاح"، هو الدكتور صلاح هلال، خلفا للدكتور عادل البلتاجي، وتحدث عنه بما يثلج صدور متابعي أخبار الزراعة المصرية، وحاملي هموم المزارعين، وكان تصريحه نواة لشعار الدكتور هلال "أنا خادم الفلاح". وبعد أقل من ثلاثة أشهر، سادت حالة من الفتور في أروقة مجلس الوزراء، تجاه وزارة الزراعة ووزيرها الذي رأى فيه محلب، رجلا بسيطا فلاحا، يتنافى مع ما رآه "فوقية" من الدكتور عادل البلتاجي، الذي كان محلب يخشى التعامل معه، كون محلب يتلاشى بذكاء كل من تثبت في حقه تهمة "الفكر". الأسباب التي دعت أصحاب هذا الرأي، لتأكيد حالة الفتور بين محلب وصلاح هلال، بنيت على أساس أفعال مرئية للجميع، أهمها وأقربها لقاء الأحد الماضي، الذي جمع الرئيس عبد الفتاح السيسي ومحلب ووزير الإسكان ورئيس هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة؛ لمناقشة مشاريع تنموية، تنهض على خطة "المليون فدان"، وذلك في غياب صاحبي الشأن (وزيري الزراعة، والري). وفي رأيي، إن تجاهل محلب وزير الزراعة في اجتماعه مع السيسي، لم يصب إلا في خانة الرصيد السلبي لمحلب نفسه، حتى لو كان الرئيس السيسي اضطر إلى استثمار اللقاء في طلب استعراض المخطط العام لمشروع المليون فدان؛ حيث تمت الإشارة إلى المساحات المقرر استصلاحها في كل منطقة، وعدد الآبار المطلوبة للري، ونوعية المحاصيل المقرر زراعتها من قِبل وزارة الزراعة، وكذا الصناعات الغذائية المرتبطة بها، التي ستتضمن صناعات استخلاص الزيوت وتصنيع الأعلاف، وإنتاج السكر وتدوير المخلفات الزراعية، فضلًا عن مشروعات الثروة الحيوانية والألبان والدواجن. الخبر الموزع من مجلس الوزراء على الصحف والقنوات التليفزيونية، ووكالات الأنباء ومواقع التواصل الاجتماعي، أثار فضول الكثيرين بلا شك، ويبدو أنه حقق شيئا من الأغراض التي خطط لها صانع هذا اللقاء؛ إذ انتشرت شائعات بقرب تغيير وزير الزراعة، بدليل تجاهل دعوته في جلسة، وجب أن يكون هو المتحدث الرئيسي فيها. فهل يُعقل أن تتحمل مصر هذا التخبط في مسيرة نقطع فيها ميلا، ثم نتراجع فيها أميالا؛ بسبب عدم وجود جهة مصرية أمينة مسئولة عن تربية القادة وترشيحهم؟ وإلى متى سيستمع الرئيس إلى خطة الوقاية الصحية من الإنفلوانزا الموسمية مثلا، من وزير التضامن الاجتماعي، ثم يعرض له وزير الصحة خطة مواجهة الفقر بتوسيع نطاق التأمينات الاجتماعية، أو خطة وزير التربية والتعليم للنهوض بمنظومة الصرف الصحي في العشوائيات، ليأتيه وزير الإسكان بخطة حول تطوير نظام التعليم في مصر؟ الأسئلة إلى الرئيس السيسي، فقد تعبنا من توجيه الأسئلة للمهندس محلب؛ حيث لا يرد إلا أمام كاميرات القنوات "إياها". [email protected]
