لم يأت نجاح الوفد الشعبي والبرلماني المصري فى عودة العلاقات المصرية السعودية من فراغ , وإنما التخطيط الجيد للزيارة وعدم الخوض فى التفاصيل كان سببا رئيسا فى إتمام المهمة وعودة الأمور إلى نصابها بين البلدين الشقيقتين واحتواء الأزمة قبل تفاقمها. «فيتو» رصدت عن قرب كواليس الزيارة والتي بدأت باقتراح من المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة فى لقائه الموسع مع رؤساء الأحزاب الممثلين في مجلس الشعب لمناقشة وضع معايير تشكيل اللجنة التأسيسية للدستور, وتطرق طنطاوي خلاله إلى أزمة سحب السعودية لسفيرها. اقتراح المشير صادف ترحيبا من الجميع خاصة مع تأكيده على دور ممثلي الأحزاب والكتل البرلمانية فى احتواء الأزمة بالتوازي مع الدور الرسمي. وبعد مداولات أجمع الحاضرون على تنفيذ المهمة وبعد تعهد الدكتور سيد البدوي رئيس حزب الوفد بتولي أمر التنظيم والإنفاق علي الزيارة ألمح طنطاوي بتولي مهمة تهيئة الأجواء لدى القيادة السعودية. وعقب الاجتماع سارع كل فرد لتنفيذ مهمته حيث قام البدوي بانجاز مهمة اختيار أعضاء الوفد الشعبي من خارج البرلمان بمساعدة محمد مصطفي شردي وبالتنسيق مع الفريق سامي عنان كما تم إسناد مهمة اختيار البرلمانيين للدكتور محمد سعد الكتاني رئيس مجلس الشعب، الذي رشح قائمة أولية بأسماء البرلمانين كان من بينهم النائب المستقل مصطفي بكري وأصر عنان على وجود ممثلين لجميع الأحزاب الممثلة بالبرلمان - بما فيها الأحزاب المحسوبة على النظام السابق- المنحل، وهو ما استجاب له الكتاتني. واقتصرت تعليمات المجلس العسكري للوفد الشعبي والبرلماني على عدم الخوض في أية موضوعات أثناء الزيارة، وتحديداً خلال اللقاء مع خادم الحرمين، خاصة فيما يتعلق بقضية أحمد الجيزاوي المحامي المصري المحتجز في السعودية، والتي كانت سبباً في تفجير الأزمة بين البلدين. الزيارة الناجحة للوفد البرلماني والشعبي للمملكة تضمنت العديد من الكواليس كان أبرزها تعرض الدكتور أيمن نور رئيس حزب غد الثورة، لعتاب من بعض الإعلاميين السعوديين، بسبب قيادته لبعض المظاهرات التي هاجمت السفارة السعودية في بداية الأزمة، وهو ما وضع نور في حرج شديد, كما شمل حفل العشاء الذي أقامه الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي ما لذ وطاب من المأكولات السعودية وعلى رأسها لحوم المندي بجانب المقدح والمنسف, بينما دار حوار هامس بين نواب حزبي الحرية والعدالة والنور اعتراضا علي جلوس مصطفي بكري على المائدة الرئيسية بجوار وزير الخارجية السعودي . وضم الوفد سيدة واحدة هي د. نوال الدجوي.. كما تسبب اعتراض السلفيين على عدم وجود نية مسبقة لأداء العمرة فى مشادة كلامية بين أعضاء الوفد وهنا تدخل الشيخ محمد حسان قائلاً: يجب أن نأتمر بأمر أميرنا د. سعد الكتاتنى.. وأنتهى الامر بإلغاء فكرة أداء العمرة. يذكر أن الدكتور عصام العريان تعرض لموقف محرج بعدما استثناه الدكتور سعد الكتاتني من الجلوس بالدرجة الأولى فى الذهاب والعودة.