أكدت فرنسا أنه لا يمكن وضع نهاية للمأساة السورية إلا عن طريق الحل السياسي الذى يمر عبر بدء الحوار بين المعارضة وأعضاء النظام ممن لم تلطخ أيديهم بالدماء. وقال فانسان فلوريانى المتحدث المساعد باسم الخارجية الفرنسية - فى مؤتمر صحفى اليوم الخميس - إن هذا الحل يتوافق مع العرض الذي تقدم به رئيس الائتلاف الوطنى السورى المعارض معاذ الخطيب وهى المبادرة التى تدعمها باريس. وردا على سؤال حول موقف فرنسا من الدعوة التي أطلقها وزير الخارجية الأمريكي جون كيرى للتفاوض بين الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة السورية، شدد فلوريانى على أن "بشار الأسد لا يمكن أن يكون جزاء من هذه المفاوضات" بسبب الجرائم والتى صنفها مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة على انها "جرائم حرب" وجرائم ضد الإنسانية. وعما إذا كانت باريس قد توصلت مع حلفائها إلى قائمة بالمسئولين السوريين الذين يمكن التفاوض معهم، أشار الدبلوماسي الفرنسي إلى أنه "لتحقيق ذلك، نحن على اتصال وثيق ومستمر مع شركائنا الروس والأمريكييين والأوروبيين، وبالتعاون مع الائتلاف الوطني والمبعوث الدولي المشترك الأخضر الإبراهيمي" فى هذا الشأن. وذكر أنه بعد عامين من بدء الثورة السورية (في مارس 2011) فإن المأساة أسفرت عن مقتل 70 ألف شخص ومليون لاجئ، وبالتالي "فإن البدء في الحوار أمر ملح". وبالنسبة لتسليح المعارضة السورية على ضوء ما أعلنه وزير الخارجية لوران فابيوس في وقت سابق اليوم بشأن قرار فرنسى-بريطانى لإمداد المعارضين السوريين بالسلاح "حتى دون موافقة الاتحاد الأوروبى" على رفع الحظر، أوضح المتحدث المساعد أن الموقف الذى تتخذه باريس ولندن يرتكز على مطالبة الأوروبيين برفع الحظر على توريد الأسلحة إلى سوريا بحيث تتمكن المقاومة (السورية) من الدفاع عن نفسها. وتابع "منذ البداية، فإن فرنسا كانت في طليعة البلدان الداعمة للمقاومة السورية، ويتم ذلك على المستوى الانساني، وكذلك على الصعيد السياسى من خلال دعم الائتلاف المعارض" ولكن الآن لا يوجد توازن للقوى فى سوريا "فهناك عشرات الألاف من القتلى ونحو مليون لاجىء، والمنطقة نفسها تشتعل". وأكد الدبلوماسى الفرنسي "لا يمكننا أن نقبل أن يكون هناك هذا الخلل الحالي مع إيران وروسيا التى تستمر فى توريد الأسلحة إلى بشار الأسد والمقاومين الآخرين الذين لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم".