«حنفى» يستعين ب«القصابين» للتغلب على أزمة «المجمعات الاستهلاكية غير المجهزة» "أطعم الفم..بالقطع ستستحى العين".. و"دعه يعمل.. دعه يمر".. مبدآن تؤكد كل المؤشرات والخطوات أن وزارة التموين، ومن قبلها حكومة المهندس إبراهيم محلب، تستخدمها ك"أسلوب عمل".. و"نظرية" أيضا في التعاطى والتواصل مع رجل الشارع العادي، وكذلك مع الراغبين في المستقبل السياسي. رمضان.. الشهر الكريم.. يبدو بمثابة "طوق نجاة" للحكومة التي بدأت معدلات الغضب الشعبى منها تأخذ منحنى خطرا جدا على مستقبلها السياسي، فمنذ أيام قليلة خرجت وزارة التموين، ممثلة في وزيرها الدكتور خالد حنفى لتزف "بشرى اللحمة" للمصريين حيث أعلن "حنفى" أن الوزارة تعاقدت على 30 ألف رأس من العجول السودانية و15 ألف رأس من أوروجواى و10 آلاف رأس من العجول الأسترالية و15 ألف طن لحوم ضانى و8 آلاف طن لحومًا مجمدة و20 ألف طن دواجن مجمدة وأنه جار التعاقد على كميات أخرى من جهات مختلفة بهدف توفير كل احتياجات المواطنين من اللحوم بأسعار مخفضة بجانب التعاقد على 55 مليون كيلو من اللحوم وذلك كله لتغطية احتياج الشارع المصرى من اللحوم طوال الشهر الكريم. مخطط "لحمة التموين" لم يتوقف عند هذا الحد فقد اجتمع وزير التموين مع كل من محمد وهبة رئيس شعبة القصابين باتحاد الغرف التجارية ومحمد شرف وهيثم عبد الباسط نائبى رئيس الشعبة لبحث كميات اللحوم التي سيتم تسليمها بشكل دوري لجزارى القطاع الخاص تمهيدا لبيعها بأسعار مميزة للمواطنين بالمناطق الشعبية التي لم تصل إليها، حتى وقتنا الحالى، فروع للمجمعات الاستهلاكية التي تشرف عليها "التموين". المثير في الأمر أن المعلومات التي حصلت عليها "فيتو" تؤكد، بما لايدع مجالا للشك، أن المجمعات الاستهلاكية التابعة ل"التموين" لا تستوعب أكثر من 10% من اللحوم المقرر طرحها للبيع في رمضان. وتعقيبا على تصريحات وزير التموين الدكتور خالد حنفى، المتعلقة ب"لحوم رمضان" قال محمود العسقلانى رئيس جمعية "مواطنون ضد الغلاء ": لحوم وزارة التموين التي سيتم طرحها خلال رمضان لا يمكن التعامل معها إلا كونها استثمارا سياسيا من جميع أطياف المجتمع بما فيها الخلايا النائمة لجماعة الإخوان الإرهابية، وأيضا السلفيون الذين يسعون لاستقطاب شوادر اللحوم إلى مناطقهم ودوائر مرشحيهم للبرلمان المقبل، من خلال توفير هذه اللحوم بالأسعار المخفضة التي تحددها وزارة التموين، لتوزيعها على المواطنين في شهر رمضان لضمان الحصول على أصواتهم في العملية الانتخابية. وأكمل "العسقلانى" بقوله: استعانة وزير التموين بشعبة القصابين بالغرفة التجارية لمشاركة محال الجزارة بالقطاع الخاص في بيع لحوم رمضان بالمناطق التي لا توجد بها منافذ تموينية لا تحكمه ضوابط واضحة تمنع التحايل والتلاعب من تسريب اللحوم الممتازة إلى محال جزارتهم أو إلى مطاعم " الكباب والكفته"، ومن الممكن أيضا أن يتم خلطها وبيع الكيلو بأسعار مرتفعة والتعويل على رقابة التموين لا يعتبر علاجا للسيطرة على الاستثمار الخلفي للحوم.