مفاجأة غير سارة تنتظر من يتصدرون المشهد السياسى فى مصر فمسلسلات رمضان تشهد هجوماً عنيفاً على «الإسلاميين» من خلال شخصيات مختلفة يقدمها أبطال تلك الأعمال، ومعظمها يظهر هؤلاء فى صورة المتمسحين بالدين. محمود البزاوى قال إنه يجسد شخصية إمام مسجد فى مسلسل «فرقة ناجى عطا الله» - بطولة عادل إمام - وينضم لفرقة «ناجي» ويقومون بسرقة بنك إسرائيلي، مضيفاً: لست متخوفاً من أى رد فعل للإسلاميين تجاه الدور، لإيمانى بفنى ولعلمى بأن مثل هذه الشخصيات التى نقدمها على شاشة التليفزيون، هى شخصيات موجودة فى الواقع، مبرراً تجسيده لهذه الشخصية، قال البزاوي: ليس أصحاب اللحى ملائكة، فمنهم الصالحون ومنهم الطالحون الذين يستخدمون الدين كوسيلة للكسب والتجارة، ولن أقبل أن يتحكم فينا رجال دين ليس لهم علاقة بالفن من قريب أو من بعيد، فالفن يعبر عن المجتمع، وهو مرآة الواقع؟! البزاوى متحدياً: كنا نتوقع قيام المدعين باتخاذ مواقف صارمة تجاه الفن والإبداع، خصوصاً بعد صعودهم، ونحن مستعدون لمواجهتهم وخوض المعركة مع التيارات الدينية، ونرفض أى وسيلة للحجر على حرية الإبداع، ولن نرضخ لإرهاب الإبداع، فالتيارات الدينية تعبر عن مدى سطحيتهم، والفرق واضح بين انتقاد الدين وانتقاد سلوك أشخاص يدعون التدين، وعادل إمام قام بانتقاد سلوك أشخاص ولم ينتقد الدين، لذا فالقضية التى تمت خلالها محاكمته بتهمة ازدراء الدين لا تستند إلى دلائل وبراهين حقيقية وقوية. «أجسد شخصية زعيم دينى متطرف يرأس إحدى الجماعات الدينية وأقوم بأعمال منافية للدين»، هكذا قال الفنان سناء شافع بطل مسلسل «باب الخلق»، والذى يحسد فيه الفنان محمود عبدالعزيز دور رجل ملتحٍ موضحاً: أن ما أقدمه ليس اساءة للإسلام، فكما يقدم التليفزيون مسلسلات عن قصة حياة علماء دين صالحين كالشعراوى والغزالي، فهناك آخرون يختبئون فى عباءة الدين، شافع مؤكداً أنه لا يهاب الإسلاميين ولن يتأثر بالحكم الصادر ضد عادل إمام، لثقته فى بطلان الحكم ولا أساس له من الصحة، قال إنه لن يرضخ لأوامر الإسلاميين التى تتعارض مع قناعاته. أحمد عبد الفتاح - مؤلف مسلسل «الزوجة الرابعة» - يؤكد أن المسلسل يتحدث عن شخصية رجل يتاجر بالدين ويتحدث باسمه ليحقق أرباحاً، مضيفاً: لا أرى مشكلة فى تسليط الضوء على مثل هذه الشخصيات الموجودة فى المجتمع، فلا أحد ينسى من يدعون تدينهم فى قضية توظيف الأموال، هؤلاء حولهم شبهات كثيرة، وسوف نقف ضد من ينادون بإظهار رجال الدين كملائكة، فالإبداع لن يقيده أحد، وعليهم مراجعة أنفسهم فيما يصرحون به. حزين جداً لأن المشهد العام للتيارات الدينية ضد الإبداع، بهذا يقول محمد الغيطى - كاتب سيناريو مسلسل «البحر والعطشانة»- موضحاً: هذه التيارات تسيطر عليها الغوغائية والجهل، وقوى الإسلام السياسى حشدوا المناخ العام ضد الإبداع وهذه التيارات تهاجم حرية الإبداع، ويتحدثون عن «ضوابط شرعية» له، وأرفض تقييد حرية الإبداع، والمبدعون يحاربون للدفاع عن وجه مصر الحضارى ودورها التاريخى ووجهها المدني، ورسالتنا الآن هى الوقوف بالمرصاد أمام أى تهديد للإبداع، وأمام أى جاهل يحاول العودة بنا إلى عصور الظلام والجهل، وإلى من يتحدثون عن «ضوابط شرعية» للإبداع أقول لهم إن فكرة الإبداع ضد الضوابط، والإبداع خروج عن المألوف وضد الثوابت، وضوابط المبدع تنبع من داخله، إذ يمارس الرقابة الذاتية على إبداعه بضميره، والمبدع هو حالة استثنائية، ومن غير المنطقى محاكمة الإبداع طبقاً لشروط سياسية أو دينية أو أخلاقية، وعلى المستوى الشخصى فلا أشعر بمثقال ذرة من خوف بكتابتى مسلسل «البحر والعطشانة»، فقد كتبته قبل ثورة 52 يناير، ولن أغير فيه حرفاً واحداً، ومستعد للمناظرة مع أى شخص يريد مناقشتي. وفى أول تجربة فنية له بمسلسل «البحر والعطشانة» يؤكد الفنان الشاب محمد سماحى أنه يقوم بدور رجل دين متشدد فى بعض الأمور، والدور لا يقدم شيئاً سيئاً عن التيارات الدينية، موضحاً: نقدم نماذج موجودة فى المجتمع، ولا أخاف من رد فعل التيارات الدينية، مع أننى فى بداية مشوارى الفنى ولا أريد الدخول فى صدام مع أحد أو أى تيار أو جهة. بحذر شديد يعلن الفنان جمال إسماعيل رأيه بقوله: لا تعليق، لخوفه من الادلاء بتصريح يندم عليه، ولعدم خلق عدو آخر له بمصر - وذلك بحسب قول إسماعيل- لفنانين يرفضون وجوده على الساحة الفنية، ويجسد «جمال» دور رجل ذى سطوة وجاه ويتحدث باسم الدين ولكنه يظلم من حوله.