بدأت الكاتدرائية المرقسية بالعباسية سلسلة فعاليات لتأبين قداسة البابا شنودة، تستمر حتى نهاية شهر إبريل الجاري، تتضمن محاضرات عن البابا الراحل كإنسان ومثقف وشاعر. «فيتو» التقت عدداً من الشخصيات البارزة من المسلمين والمسيحيين على هامش إحدى الفعاليات فتحدثوا عن مواقفهم مع البابا الراحل، مؤكدين أنه صنع جزءاً غالياً من تاريخ مصر وكان رمانة ميزان الوحدة الوطنية. «البابا كان خادماً للجميع وصانعاً للتاريخ، وصاحب أكبر انجازات خلال تاريخ الكنيسة» بهذا يتذكر الانبا إرميا- الأسقف العام، نائب رئيس المركز الثقافى القبطى بكاتدرائية العباسية- مضيفاً: خرج البابا بالكنيسة من حيزها المغلق للحيز العالمي، وكان محباً للجيش فقد كان ضابطاً فى بداية حياته، وأكرمه الجيش فى نياحته، وأحب البابا الشعب المصرى وكان يحمل مصر فى قلبه أثناء سفره للخارج، ومن هنا جاءت مقولته: «مصر ليست وطناً نعيش فيه، بل وطن يعيش فينا»، وقد رفض التدخل الأجنبى لحل أمور مصرية داخلية، وعندما كنت جديداً بالسكرتارية وقعت حادثة «الكشح»، وجاء وفد من الكونجرس الأمريكى للقاء البابا، فرفض مقابلتهم، وذهب للاعتكاف فى قلايته بدير الأنبا «بيشوي». وأضاف الانبا إرميا: بعد انتخابات البرلمان، علم البابا بوجود شقاق بين بعض القوى السياسية، فدعا جميع الطوائف السياسية لحضور العيد ليلة 6 يناير للصلح بينهم، وقبل أن يغادر البابا إلى أمريكا فى 11 يناير الماضي، ذهب لمشيخة الأزهر وقام بالتوقيع على وثيقة الأزهر، وعندما طلب مرشد الإخوان لقاء البابا رحب به والتقى به، لقد كان البابا رمانة الميزان الذى حافظ على السلام والوحدة الوطنية. «كنت أرى فيه حكيماً من حكماء مصر، وسوف يمر وقت طويل قبل أن توهب مصر شخصية عظيمة مثله»، بهذا يقول الكاتب والروائى جمال الغيطاني، مضيفاً: «مصر شهدت أكبر ثلاث جنازات، سعد زغلول، وجمال عبد الناصر، ثم جنازة البابا شنودة»، وقد عرفته عن قرب حينما قام الرئيس السادات بعزله وحدد إقامته بدير وادى النطرون. وتتذكر رئيس لجنة العلاقات الدولية بالمجلس القومى للمرأة سابقاً د. ليلى تكلا علاقتها بالبابا الراحل قائلة: البابا شنودة كان قريباً مني، فقد كان اسطورة، وأصبح جزءاً من تاريخ مصر، وكان يقول بعدم وجود عنصرين للأمة، بل جميعنا مصريون، وقبل أن أسافر للخارج كان ينصحنى بقوله: تكلمى كمصرية. «لقربى من البابا شنودة: أطلقوا على «همزة الوصل» بين الرئاسة والكنيسة»، بهذا يؤكد المفكر السياسى د. مصطفى الفقي، مضيفاً: أول مرة ظهر فيها البابا فى مناسبة رسمية - بعد عزله فى عهد السادات- كان عام 5891، فقد جاء الأمير سلمان بن عبد العزيز - أمير الرياض آنذاك- واتصل بالرئاسة وقال لي: سوف أقيم معرض «الرياض اليوم» وطلب أن يكون البابا موجوداً بالمعرض، وكان البابا نموذجاً للمصلح وحامى حمى الوحدة الوطنية، الفقى مضيفاً: فى إحدى زياراتى للبابا وجدته يذكر لى آيات قرآنية ومعه كتاب يذكر رقم الآية واسم السورة، وكانت المرة الأولى التى أرى فيها هذا الكتاب، وأعطانى البابا نسخة منه. أما هانى عزيز - رئيس جمعية محبى مصر السلام- فقد أوضح ل«فيتو» أنه قرر إقامة احتفالية لتأبين البابا شنودة فى ذكرى الأربعين، على النيل، الذى كان يعشقه البابا.