Ahmedhilmy123@gmail. فى خطاب النصرالانتخابى للرئيس الأمريكى أوباما قال بالنص «نحن أغنى دولة على الأرض ، و لكن ليست أموالنا هي سبب ثرائنا ... نحن أقوى دولة على وجه الأرض ،و لكن ليست قواتنا المسلحة هي سبب قوتنا ... نحن لدينا جامعات يقصدها راغبو العلم من كل الدول و يغبطنا عليها العالم ، ولكنها ليست سبب مجيء المهاجرين إلينا ، إن سبب ثرائنا و قوتنا و رغبة الكثير من شتى بقاع الأرض في الانضمام إلى مجتمعنا هو وحدتنا وتنوع طوائف مجتمعنا في ظل ثقة عميقة و إيمان أعمق بالحرية والمساواة و تكافؤ فرص النجاح لمن يرغب في العمل الجاد والاجتهاد ، فلا تكون هناك تفرقة بين أبيض أو أسود ، رجل أو امرأة ، غني أو فقير ، آسيوى أو مكسيكي ، عجوز أو شاب ، سليم أو مقعد ، تلك هي قوتنا و ثرائنا» . هذا هو سرالأمة الأمريكية التى تأسست على مثل ذلك الفكر الجامع منذ قيامها، وكأن أساس نجاحها وقوتها هو اتحادها وائتلافها وتضامنها . إن المجتمعات ماهى إلا فكرة لاتحاد الأفراد فيها تحت مظلة واحدة ، فى رابطة إنسانية متعاونة تظلها القيم والمبادئ الايجابية ، وكلما كان المجتمع مترابطاً متعاوناً عرف طريقه للنمو والتقدم والازدهار ، وإذا تناحر وعادى بعضه بعضاً وساد الكره والبغض أطرافه كان ذلك إنذاراً بسقوطه وضرب وحدة دولته وأصل وكيان وجودها . ومصر بلد قديم تَوَحَدَ منذ آلاف السنين ، وكان سر استمراره فى كيانٍ واحد هو وحدة شعبه والتفافه حول جمعٍ من القيم الأصيلة والأعراف السليمة ، فاتحاد شعبه وتنوع طوائفه شمالاً وجنوباً هو المكون الأوحد لذات مصر وكيانها ، والتى انبثقت منه الشخصية والهوية المصرية التاريخية ، ومع أنه عرف الكثير من المحتلين والمحاربين طوال تاريخه لم يستطع أحدٌ منهم أن يبث الفرقة فيه ، وظل ينعم بجَمْعِهِ وجماعته على مرالقرون حتى رأيناه اليوم مفرقاً مشتتاً لأول مرة فى تاريخه ، يهدد البعض فيه البعض ويتوعد ،ويغالب فصيل فيه كل المجتمع يريد أن يسلب إرادته ورؤيته ، فى تطور خطير يشعل فتيل التدمير والتشرذم ،ويدق نذر انهيار الكيان الجامع ،فمصر لا تعيش إلا فى ظل تآلف شعبها ووحدته ، فإذا تفرق فشلت وذهب ريحها وتمكن الأعداء منها ،وما يجرى فى سيناء ما هو إلا البداية ،إن مصر تعانى وتستغيث فلينقذها أبناؤها المخلصون قبل فوات الأوان .