لأنها بيوت الله، مساجد وكنائس، ولأن المحبة راسخة فى قلوب المصريين، فقد قام مسلمون بالإعداد الجيد لحفل «تجليس» البابا تواضروس الثانى، بعيداً عن الكلمات البراقة وفلاشات الكاميرا، عملاً بقول السيد المسيح «لا تحب باللسان ولا بالكلام ولكن بالعمل والفعل». مسلمون وأقباط كانوا يعملون بجد ونشاط ونظام لترتيب حفل تجليس البابا، كان الشاب المسلم يجتهد فى تنظيف باب كاتدرائية العباسية، يقول: اسمى سعيد أحمد، وأقيم فى كرداسة، وأشعر بسعادة بالغة أثناء تطوعى بهذا العمل، فهى بيوت للعبادة، بيوت لله كالمساجد تماماً، وجميعها أماكن طاهرة ترتفع فيها الدعوات إلى الله وترفع بها الصلوات، والحمد لله أن منحنى الصحة والجهد للمشاركة بجهدى فى حفل تجليس البابا، وفور انتهائى من تنظيف باب الكاتدرائية جيداً، سارعت بالعودة إلى بيتى لمشاهدة الحفل من خلال التليفزيون، وعندما ظهرت صورة باب الكاتدرائية كنت سعيداً جداً لأننى من قمت بتنظيفه. قبل حفل التجليس وجدت مجموعة من الشباب، منهم مسلمون متطوعون لتنظيف ساحة الكاتدرائية، ومعهم شبان مسيحيون، أبرزهم رومانى تعلب ومينا رزق وعلى جمال، قالوا: نحن لسنا أصدقاء، بل أخوة فى هذا الوطن، لا أدنى فرق بيننا، نعمل معاً ونخرج معاً ونأكل ونشرب معاً، ولن يستطيع أى انسان التفرقة بيننا، لا فرق بين «على» و «رومانى» و «مينا». المهندس مجدى أمين- مدير الانشاءات بإحدى الشركات الخاصة - يعرب عن سعادته بتطوع عدد من الشباب المسلمين للخدمة فى الكاتدرائية، ويقول: الكاتدرائية مجهزة هندسياً بحيث يسهل العمل بها، وقد قمنا بعمليات إحلال وتجديد وصيانة الرخام، وفوجئت بعدد من الشبان المسلمين يتطوعون للعمل معنا، وقد انجزنا العمل قبل موعده بسبب هذه المشاركات النبيلة، وهؤلاء الأخوة المسلمون يشاركون بروح طيبة، وهناك مسيحيون يقومون بمهام مماثلة فى عدد من المساجد، فالدين لله والوطن للجميع.