كان الله في عون قيادات الصحف القومية إدارة وتحرير ، فلولا قيادتهم الحكيمة والواعية لسفينة «الصحافة المصرية» لضاع الحق واختلط «الحابل بالنابل» وأصبح الشارع المصري فريسة سهلة للصحف الخاصة «مشبوهة التمويل» التي تكره تقدم الوطن ورفعته ،ولولا النظرة الثاقبة لتلك القيادات لأصبحنا «صيداً سهلا» لكل المتآمرين الذين يعطلون مسيرة التقدم «الدستورى» للسيد الرئيس محمد مرسي. صباح الجمعة الماضي خرجت علينا الصحف الإخوانية – القومية سابقاً – لترحمنا من وصلة «ردح» الصحف الخاصة ،وأكدت لنا – جعلها الله دائما تؤكد وتنير الطريق – أن الرئيس محمد مرسي لم يقصد بالسلطات «الفرعونية» التي منحها لنفسه في الإعلان الدستوري الذي كشف عنه النقاب الخميس الماضي إلا الخير لمصر والمصريين وأنه علي درب الثورة سائر رغم حقد الليبراليين ودعاة الدولة المدنية الذين لا هم لهم سوي التقليل من حجم إنجازات وتضحيات الرئيس الذي ما ينطق عن الهوى – وفقا لرؤيتهم - . «الأهرام» التي يتربع علي عرشها الزميلان «ممدوح الولى» و «عبد الناصر سلامة» خرجا علينا بعد ساعات قليلة من خروج إعلان «مرسي الدستورى» ليؤكدا لنا أن الصحف الخاصة والفضائيات الممولة ومنظمات المجتمع المدني المشبوهة والحالمون بالمقعد الرئاسي هُم فقط الذي يقفون في طريق «ديمقراطية الرئيس » ، كما أكدت الزميلة « الأهرام « أن الإعلان الدستوري الذي قوبل بحالة من الرفض ما هو إلا خطوة ثابتة في طريق «مصر الثورة » وأن الوقوف ضده لن يكون إلا من عميل أو جاهل أو حاقد لا يريد لقاطرة الديمقراطية والرخاء أن تتوقف قليلاً في مصر. الزميلة «الاخبار» كانت أكثر صراحة من جارتها في «شارع الصحافة» الأهرام وكتبت «مانشيت» عريضا أكدت فيه أن «مرسى» أصبح قريب الشبه ب» شجيع السيما « حيث قالت : قرارات جريئة لمرسي ..إعلان دستوري لحماية مكاسب الثورة . وأكملت في متابعتها بتأكيدها أن النائب العام الجديد وصل لمكتبه في العاشرة مساء وسط تكبير الآلاف ، لكنها لم تحدد الجهة التي أخرجت هذه الآلاف ، مع العلم بأن القاصي والداني أن المئات – وليس الآلاف – من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين هم الذين كانوا يتظاهرون ويكبرون أمام مكتب النائب العام. في السياق ذاته أبت الزميلة « الجمهورية « أن تترك «ساحة المعركة » ل« الأهرام » و «الأخبار» – ولأنها ثورة – فقد خرجت علينا في عددها الصادر صباح الجمعة أيضا لتؤكد أن الرئيس «محمد مرسى» يكمل مسيرة الفنانة القديرة نادية الجندية التي «هزت عرش مصر» حيث قالت «الجمهورية» – وليست نادية – « قرارات مرسي ..تهز مصر». أما الزميلة «المساء » فقد ارتضت بالبقاء في المنطقة الرمادية وقالت : اليوم ..بداية القصاص الحقيقي لدماء الشهداء . المثير في الأمر أن الجزء الآخر من المشهد الثوري لم يجد مكاناً في «الزفة البلدى» لإعلان الرئيس الدستوري ، وكأن شارع «محمد محمود» ومن قبله «ميدان التحرير» منطقة تسيطر عليها قوات حفظ السلام ، ولا يجب الحديث عنها بتاتاً ، مع الأخذ في الاعتبار أن «الثورة» التي أكملتها قرارات الرئيس «الدستورية» خرجت من هناك.