هى قصة إنسانية من لحم ودم ، عاشها بطلها بألم ومرارة ، بعد أن حوله «التهجير القسري» من شخص عادى إلى تاجر مخدرات كبير ، يهابه الكثيرون ويقدمون له قرابين الولاء والطاعة. التاجر – أو الضحية السابقة – قال : إن العدد السابق من «فيتو» وقع فى يده بالصدفة ولفت نظره ملحق «التهجير القسرى» فقرأه عن آخره ، وأعجبه تناول هذه المأساة ، فقرر أن يتحدث معنا عن مشكلته . سرد الرجل تفاصيل رحلة التحول فى حياته قائلا :» أنا ابن من أبناء إحدى قبائل وسط سيناء ، عشت هناك حتى عام 2005 ، قبل أن تنشب مشاجرة عنيفة بيننا وبين أبناء عمومتنا ، انتهت بمقتل أحد أبناء العم ، لتتداعى القبيلة إلى جلسة عرفية حاشدة ، صدر فيها الحكم لصالح الأكثر نفوذا وهم أبناء العم ، وتقرر تهجيرنا من ديارنا أنا وأخوتى جميعا وعددهم ثمانية وثلاثون أخا «يضيف» جربنا كل السبل والحيل كى نعود إلى ديارنا دون جدوى ، ، فى تلك اللحظة قررت أن أتحدى ظروفى ويكون لدى النفوذ الذى استطيع به أن أرغم الجميع على احترامى, وأن أملك القوة التى تحقق لى ما أريد ، ولم يكن أمامى إلا تجارة المخدرات» . صمت التاجر لحظات ثم قال :» اتخذت من التهريب وتجارة المخدرات وسيلة للصعود فى هذا العالم الخفى, ومنافسة أولاد عمى ، وخلال سبع سنوات أصبحت واحدا من تجار المخدرات الكبار ، وأخوتى يمتلكون أحدث أنواع السيارات ، واسكن فى فيلا من ثلاثة طوابق بطريق مصر – الاسماعيلية الصحراوى ، وعلمت أن أخبارى قد وصلت إلى من هجرونى ، لكنهم يخافون منى الآن ، وبإمكانى الآن أن أنتقم منهم ,وأن أرد لهم الصاع صاعين ، وليس تهجيرهم فقط ، لكننى لا أريد العودة للإقامة فى مكان طردونى وإخوتى منه جبرا وقهرا ، ومع ذلك أزور سيناء من وقت إلى آخر ، وأتعمد أن أظهر بتعال أمام من هجرونى ، متمنيا أن يحتك أحدهم بى ، لانتقم منه ولكنهم يعلمون جيدا من أنا الآن ولهذا يخافوننى» . واختتم الرجل كلامه بالقول:» لابد من حل مشكلة التهجير القسري ، وأدعو «فيتو» للاستمرار فى تناول ومواجهة هذه المشكلة ،