كشفت دراسة فرنسية عن سر ارتفاع أعداد الشباب المنضم إلى الجماعات الجهادية في سوريا والعراق، وفي مقدمتها تنظيم "داعش"، أن هذه التنظيمات استخدمت أفلام "هوليوود" لتجنيد هؤلاء، بالإضافة إلى دوافع الجنس وحب المغامرة والإثارة والرفقة. ففي دراسة بعنوان "التحول الناجم عن الخطاب الإرهابي الجديد لدى الشباب"، يفصل المركز الفرنسي لدرء الانحراف الديني المرتبط بالإسلام كيفية توظيف فيلم "المصفوفة" (ذي ماتريكس) (أخرج من المصفوفة وأصبح المختار) وثلاثية سيد الخواتم (عد إلى الجماعة) أو لعبة فيديو "عقيدة القاتل" (أطع السيد المقدس)، في التجنيد. فهؤلاء يحلمون بالشهادة ويمجدون الشريعة والخلافة ولكن خلف هذا الخطاب المؤمن يخفي المتجهون للقتال في سوريا والعراق دوافع أكثر دنيوية، حسب ما يؤكد الخبراء والمسئولون. قسوة العيش والرغبة في المغامرة والمطالب السياسية وعدم القدرة على الاندماج في المجتمع والانجذاب للحرب والرغبة في السير على خطى الأصحاب والحصول على لقب بطل في نظرهم، وخوض تجربة مثيرة مع المجموعة، يلتقط كثيرون الخطاب الإسلامي المتطرف على الإنترنت والذي قلما يفهمونه أو يعرفون مقتضياته، ويستخدمونه للتعويض عن نواقصهم وضعفهم ولتغذية أوهامهم أو تطلعاتهم المثالية. وتوضح الدراسة أن "الخطابات الإرهابية الجديدة طورت وسائل التجنيد من خلال التخصص في استخدام الإنترنت كأداة، إلى درجة أنهم يقترحون عروضا شخصية مختلفة عن بعضها وتلائم شبانا مختلفين تماما" بعدها، يتابع التقرير "ينقلون الشاب من التكوين العقائدي الافتراضي إلى التجنيد الميداني". "معظمهم لا يعرف شيئا عن القرآن"، يقول مارك سجمان الأخصائي النفسي الذي تابع مسار المتطوعين للجهاد، والعميل السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ومؤلف كتاب "الوجه الحقيقي للإرهابيين". وقال البروفسور الأمريكي جون هورغان الاختصاصي في علم النفس السياسي ومدير مركز دراسات الإرهاب في جامعة بنسلفانيا "أعتقد أن الأسباب (التي تدفعهم للسفر إلى تركيا للالتحاق بالجهاديين) ليس لها علاقة بالدين بقدر ما يعتقد البعض". وأضاف البروفسور هورغان، أن تنظيم "الدولة الإسلامية يبيعهم الأوهام وخليط من المنافع الشخصية والسياسية. فهؤلاء الشبان يوعدون بالجنس والمغامرة والإثارة والرفقة. لكن يمكنهم كذلك الانتقام من قرون من التفرقة والتغريب. كما يشكل استخدام أفعالهم لإهانة الغرب مكافأة إضافية".