متناسين إفسادهم للحياة السياسية فى مصر عبر اقتحامهم لها خلال العقد الأخير, طرح بعض رجال الأعمال أنفسهم مرة أخرى على الساحة بالتقرب والتمسح بالرئيس الجديد -أى كان اسمه - بالسعي لاستضافة هذا المرشح أو ذاك بدعوى مساعدته على إبراز برنامجه الانتخابي ونشره , بينما الأمر يمكن أن يدخل فى نطاق الرشاوى المقنعة التى يفتدى بها بعض رجال الأعمال أنفسهم و «بيزنسهم» من مقصلة متوقعة و نفور شعبي و ربما رئاسي خاصة و أن حوارييّ جمال مبارك الوريث الذي لم يكتمل نموه أحاط حلمه الفاشل بمجموعة من رجال الأعمال الذين أدمنوا السياسة.. جمعية رجال الأعمال برئاسة حسين صبور وجمعية شباب الأعمال برئاسة عمرو صبور واتحاد الصناعات المصرية برئاسة جلال الزوربا والاتحاد المصري لجمعيات المستثمرين برئاسة محمد فريد خميس وغرفة التجارة الأمريكية وغيرها من الجمعيات سعت لاستضافة مرشحي الرئاسة , بهدف –معلن – عرض برامجهم الانتخابية, ولكن الأحداث والشواهد تؤكد سعى كل فريق للتمسح بالرئيس القادم من أجل الظهور من جديد. من جانبه رد الاتحاد المصري لجمعيات المستثمرين برئاسة محمد فريد خميس على استضافة جمعية رجال الأعمال برئاسة حسين صبور بعض مرشحي الرئاسة وقام هو الآخر بدعوة عمرو موسى وحمدين صباحي والفريق أحمد شفيق والدكتور محمد مرسى والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح, وعقد الاتحاد اجتماعاته بالمرشحين فى أحد فنادق الخمس نجوم بمصر الجديدة .. التحضير لاستضافة مرشحي الرئاسة لم يستغرق وقتا وتوزعت الأدوار سريعا فتولى خميس مهمة تحمل كافة التكاليف المادية والتي تخطت حاجز المليوني جنيه بينما تولى راتب مهمة «الشو الإعلامي» عبر فضائية المحور وجهز ستديو تصوير كاملا وفريق برنامج 90 دقيقة فضلا عن أبرز إعلاميي القناة سيد على و ريهام السهلي وأقتصر دور هلال على تلميع فريد وراتب. و منذ اللحظة الأولى لبدء لقاءات مرشحي الرئاسة الأربعاء الماضي والتي بدأت باستضافة عمرو موسى تبين تحكم خميس فى كل الأمور باعتباره «صاحب الليلة» , وحرص على التحكم فى كل صغيرة وكبيرة وأصر على التحدث قبل المرشحين وامتد ذلك للأسئلة والمداخلات الأمر الذي أتاح له الفرصة للتلون أمام المرشحين فتارة يؤكد انه ناصري الفكر والهوى أمام حمدين صباحي بينما يشجع النظام الرئاسي أمام موسى ويؤكد للفريق احمد شفيق أن ما حققه فى مطار القاهرة هو إنجاز بكل المقاييس أما الدكتور محمد مرسى فكان صاحب نصيب الأسد من المغازلة على اعتبار أنها الفرصة الأولى لخميس للتسبيح بحمد الجماعة وتفسير تصدرها للمشهد السياسي بالنجاح خاصة فى ظل ما عانته من قهر وظلم النظام السابق, ولم يقتصر دوره على تحمل النفقات المادية فقد احضر عمالا من مصنعه لتعويض النقص العددى فى الحضور مما دعا بعض الحضور لوصفهم ب«طراطير خميس», كما سار كل من الدكتور محرم هلال والدكتور حسن راتب على درب خميس فى التمسح بالمرشحين ولكن بشكل اقل.