فى مجتمعنا دائماً يكون هناك أمور وعلاقات تؤثر على مسار حياة الفرد فى المجتمع، يولد الفرد فى أسرة وتبدأ الحياة .. وتمر حياة الفرد بعدد من المراحل " الطفولة، المراهقة، الشباب، الوعى والنضوج "، ولا شك أن حياة كل فرد لفرد آخر تختلف حسب المجتمع الذى ينشأ فيه. ففى "مرحلة الطفولة " مهما كانت الظروف وطبيعة الحياة فيعيش الإنسان وسط رعاية أسرية تزرع فيه مبادئ الحياة، ويكون بعد ذلك أول تحول حقيقى للفرد فى الحياة "مرحلة المراهقة"، ويتعلم فيها بداية كيفية إدارة الحياة القادمة، ويكون بعد ذلك "مرحلة الشباب" واستكمال التعلم والبناء للوصول إلى "الوعى والنضوج". يختلف دائماً البشر من حيث الأفكار والطباع والسلوكيات فى المجتمع، كما أن الفرد يتأثر ويؤثر فى المجتمع، الإنسان دائم البحث عن إشباع حاجاته ، فتكون البداية الاستقلال والاستقرار، حيث يسعى دائماً فى بناء الحياة الخاصة والمستقلة، وأيضا وسائل التحقيق تختلف حسب الظروف، ففى مجتمعنا المصرى هناك نماذج مختلفة .. " النموذج الأول .. الفرد المسنود " وهو الفرد المدفوع من الآخرين بالمساعدات لتحقيق رغباته، وإما أن تستمر حياته على المنهج المناسب أو يتركها للرياح تفعل بها كما تشاء، "النموذج الثانى .. الفرد المكافح " بالكفاح والتعب والجهد، شعار هذا الفرد للوصول لتحقيق الرغبات والآمال، وهو يعلم قيمة الحياة لأنه وصل لها بعد الجهد والصراعات لتحقيق الذات، "النموذج الثالث .. الفرد القدرى" وهو الفرد الذى يلقى بكل أمور الحياة على الظروف والحظ والقدر، ولا يريد أن يسعى لتحقيق أى شىء وينتظر دائماً الفرصة تطرق له باب السعادة، كم هذا الفرد فعلا يستحق المساعدة والعلاج منا جميعا لما مر به من مشاكل جعلته متجمدا. الصراعات السياسية والتقلبات الاقتصادية لهما الأثر السلبى الأكبر فى العلاقات بالمجتمع المصرى، وأصبح المواطن يشعر بالخوف من المستقبل والقلق والتردد المستمر فى اتخاذ أى قرار فى المعاملات الطبعية، والدليل على هذا الأمر تأخر سن الزوج والعنوسة وارتفاع نسب الطلاق وانتشار البطالة. الحديث دائماً عن العلاقات يحتاج العديد والعديد من الحوارات والدراسات، فكل يوم جديد له ما له وعليه ما عليه من مواقف وأمور حياتية متنوعة، لكن لابد أن نحافظ على كل ما تعلمناه من خبرات سابقة مرت بحياتنا والاستمرار فى التعلم والاستفادة من تجارب الآخرين وتجنب تكرار نفس الأخطاء السابقة، وضع الإسلام حجر الأساس فى علاقة الإنسان بأخيه الإنسان، لتكون علاقة دائمة لا تنقطع بها أواصر الإخوة والمحبة فى الله . فقال الله تعالى : " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " فالاعتصام بحبل الله هو أساس العلاقات الإنسانية وشروط نجاحها وهو ما فقدناه فى حياتنا المعاصرة، علينا دائماً أن نصارح أنفسنا بكل شجاعة بأخطائنا، ونتكامل فيما بيننا ليكمل كل منا الآخر والمشاركة بإيجابياتنا للحد من سلبيات الآخرين.