يوم بعد يوم ومع اقتراب إجراء الانتخابات البرلمانية، يشتعل موسم التحالفات الانتخابية وظهور الائتلافات التي تضم أكبر الأحزاب، ولأن هناك صعوبة في حصول أي من التحالفات على أغلبية مقاعد مجلس النواب، كثرت اللقاءات التي تعقد بين قيادات الائتلافات الانتخابية ليس فقط سعيًا لحسم الأكثرية البرلمانية، وإنما لتكوين تحالف موسع في أعقاب الانتخابات بهدف السيطرة على عرش "سيد قراره". ومن بين التحالفات الانتخابية يأتي "الوفد المصري" الذي أسسه الدكتور السيد البدوي، رئيس حزب الوفد، ويضم أحزاب ''الوفد، المصري الديمقراطي، الإصلاح والتنمية، المحافظين، الوعي، تيار 25 - 30، الكتلة الوطنية'' ليبقى "البدوي" واحدا من المؤهلين ليرث عرش "البرلمان" المقبل لما يمتلكه السياسي المحنك من قدرات سياسية بدأت منذ الثمانينيات وحتى الآن. ويضع اسمه بقوة بين الكبار المهندس أكمل قرطام، رئيس حزب المحافظين، والذي قام بإعداد وثيقتي "الوفد المصري" التنفيذية والتنظيمية في الفيلا التي يمتلكها بإحدى القرى السياحية بالساحل الشمالي، ووضع جميع تشكيلات التحالف بدءا من المجلس الرئاسي وأعضائه مرورا بجميع لجانه، حتى مادة الاندماج والتي تشير إلى كون التحالف بابا لإدماج جميع كياناته داخل حزب واحد في أعقاب الانتخابات البرلمانية المقبلة، وعلى الرغم من تصريحات "البدوي" التي أعلن خلالها عدم رضاه عن عدد من بنود وثيقتي التحالف، وتشديده على تعديلهما إلا أن بنود الوثيقتين لم يتم تعديلهم حتى الآن. ويظهر على الجانب الآخر تحالف الجبهة المصرية، الذي يضم أحزاب المؤتمر والحركة الوطنية ومصر بلدي والغد والتجمع ومصر الحديثة والجيل الديمقراطي، بالإضافة إلى الاتحاد العام لعمال مصر واتحاد النقابات المهنية، وذلك في أعقاب انسحاب حزب الشعب الجمهوري متهما "الحركة الوطنية" و"مصر بلدي" بالتحكم في التحالف، ما يشير إلى دور أحمد شفيق، رئيس حزب الحركة الوطنية، المتواجد خارج البلاد، والإعلامي مصطفى بكري، القيادي الأبرز بحزب "مصر بلدي"، في البرلمان المقبل لينضموا لقائمة "ورثة البرلمان"، وهو ما يفتح الباب لتسهيل عودة "شفيق" من الإمارات حال وصول تحالفه لنسبة تتحكم في موازين "سيد قراره"، وفتح المجال لترديد إشاعات عن سعي "بكري" لنيل منصب وكيل مجلس النواب المقبل على حساب محمد عبد العليم داود، وكيل مجلس الشعب السابق ومرشح تحالف الوفد المصري للانتخابات وللمنصب حال نجاحه. وعلى النقيض، تشير تحركات الساحة السياسية في الوقت الراهن إلى ضعف قدرات تحالف "التيار الديمقراطي"، الذي يضم أحزاب التحالف الشعبي والدستور والكرامة والتيار الشعبي ومصر الحرية والعدل، وعدم استطاعة التحالف الذي يضم حمدين صباحي، المرشح الرئاسي السابق، الوصول إلى عدد مقاعد برلمانية يمكنه من فرض قراراته تحت قبة البرلمان. اللافت أن سريان الأمور على هذا النحو يضع وصيف الرئيس السيسي خارج دائرة الضوء، ويبعده عن كافة السلطات الحاكمة بعد حصده أصواتا هزيلة خلال الانتخابات الرئاسية الماضية، ما دفعه ومعه تحالفه للسعي نحو تشكيل ائتلاف موحد لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة بين "التيار الديمقراطي" و"الوفد المصري". الفريق سامي عنان، رئيس أركان القوات المسلحة الأسبق، هو الآخر حريص على الظهور داخل الكادر البرلماني، فمع قرب انتهائه من تأسيس حزب مصر العروبة وإعلانه عن تدشين تحالف انتخابي منفرد في وقت سابق، بدأ في السعي لضم حزبه لتحالف "الوفد المصري" عن طريق نجله "سمير" الذي أعلن "البدوي" عن ضمه لتحالف الوفد المصري. لكن "البدوي" يرفض بشكل قاطع ضم "عنان" أو حزبه بشكل رسمي لتحالف الوفد المصري لضعف قدراته السياسية، ما يجعل رئيس الأركان الأسبق قاب قوسين أو أدنى من "الانتهاء السياسي".