هم ثلاثة أشقاء توائم.. لا يمكن لأى شخص التفريق بينهم أو تمييز أحدهم عن الآخرين.. وعلى طريقة الفنان أحمد حلمى فى فيلم «كدة رضا» قرر الثلاثة استغلال هذا الشبه فى ارتكاب الجرائم المختلفة خصوصا سرقة السيارات.. بدأوا نشاطهم فى اعقاب ثورة 52 يناير، وخلال عام واحد نجحوا فى سرقة عشرات السيارات سواء الملاكى او الميكروباص.. وأخيرا سقطوا فى قبضة الشرطة.. محقق «فيتو» فى السطور التالية يكشف أدق أسرار هذه العصابة الجديدة من نوعها: البداية كانت عندما توجه المحقق إلى قسم شرطة البدرشين وهناك سأل رئيس المباحث المقدم سعيد عابد عن آخر الجرائم التى وقعت فى دائرة القسم.. أجابه: منذ ساعات قليلة كشفنا عن تشكيل عصابى غريب من نوعه يضم 3 توائم تخصصوا فى سرقة السيارات.. ظهر الاهتمام على المحقق وعاد يسأل الضابط: «وما عدد الجرائم التى ارتكبوها؟»، أجاب: «ارتكبوا العشرات من سرقات السيارات.. وكانوا يعيدون بعضها مقابل فدية مالية، والبعض الآخر كانوا يفككونه ويبيعونه لتجار الخردة فى مختلف المحافظات، وهناك سيارات كانوا يبيعونها كاملة بأسعار زهيدة. قال المحقق: ولكن كيف استفادوا من التشابه بينهم فى ارتكاب جرائمهم؟ اعتدل رئيس المباحث وأجاب: «من الأفضل أن تسمع الإجابة منهم» ثم استدعى المتهمين من الحبس.. ما أن شاهدهم المحقق حتى وقع فى حيرة من أمره ولم يتمكن من التمييز بينهم.. قال: فليعرّف كلا منكم نفسه.. بدأ الأول الحديث: اسمى محمد عبد النبى، سنى 22 سنة، وهذان شقيقاى التوأم محمود وأحمد. سألهم المحقق عن عملهم أجاب الأول: نحن تجار فاكهة، وعندما اندلعت الثورة وحدث الإنفلات الأمنى قررنا احتراف السرقة بالإكراه لتحقيق الثراء السريع، ثم تطور الأمر وانتقلنا الى سرقة السيارات. وجه المحقق سؤاله هذه المرة الى الثانى قائلا: «كيف استفدتم من التشابه الشديد بينكم فى ارتكاب جرا ئمكم؟ أجاب: « كنا نقوم بعملية نصب محكمة، بأن يذهب أحدنا إلى أحد سماسرة بيع السيارات ويعرض مبلغا كبيرا لشراء السيارة، ثم يطلب منه المفتاح لتجريبها وبمجرد خروجه يعطى المفتاح لشقيق آخر ليأخذ نسخة منه على قطعة صلصال، ويعود الأول بالمفتاح بعد دقائق قليلة ويؤكد لصاحب السيارة أنه تراجع عن التجريب ويعيد له المفتاح.. بعد ذلك يستخرج الثانى مفتاحا جديدا ويعود ليسرق به السيارة ثم يسلمها لشقيقنا الثالث ليتصرف فيها وقد نجحنا فى سرقة عشرات السيارات بهذه الطريقة من مناطق مدينة نصر ومصر الجديدة ومحافظات المنيا وبنى سويف وغيرها من المحافظات. سأل المحقق رئيس المباحث عن كيفية القبض عليهم فقال: أثناء انطلاقهم بسيارة مسروقة تعطلت بهم، واضطروا لشحنها على سيارة نصف نقل، وأثناء تكثيف الدوريات على الطرق بمنطقة البدرشين شاهدنا السيارة وبعد مطاردة قصيرة سقط اللصوص وأرشدوا عن سرقة 12سيارة تمت إعادتها جميعا.