تصاب العديد من النساء بعد الولادة بنوبات من البكاء الشديد والحزن والشعور بالضيق وفقدان الشهية للطعام وأحيانا الرغبة في مغادرة المنزل وذلك بنسبة تصل إلى 70 – 80% وتزداد النسبة في حالات الولادة القيصرية وأيضا هي عند الأمهات حديثات الامومة بنسبة أكبر من نظيراتهن اللائي سبق لهن الإنجاب و يرجع السبب في ذلك بحسب الدراسات إلى خوف المرأة من مسؤوليتها الجديدة كأم وجهلها بالطفل واحتياجاته وكيفية رعايته. ويحذر الدكتور أحمد حسين أستاذ الصحة النفسية بمستشفى العباسية من خطورة إهمال الحالة وعدم تشخيصها إذا تطورت الأعراض كأن ينتاب المرأة حالة من الهلوسة أو تقبل على مغادرة المنزل أو يكون للأم تاريخ مرضي نفسي ففي هذه الحالة ينبغي عرض الحالة على طبيب نفسي ليقوم بالتشخيص والعلاج. ومن جانبه يشير الدكتور هشام رامي أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس إلى إمكانية تفادي إصابة المرأة بتلك الأعراض الاكتئابية من خلال الاستعداد للولادة منذ الشهور الأولى للحمل وذلك عن طريق الخطوات التالية: المعلومات: القراءة عن لحظة الولادة والتغييرات المصاحبة لها كذلك الاطلاع على معلومات عن الشهور الأولى للطفل واحتياجاته وكيفية التعامل معه ويفضل حضور دورات تعليمية عن ذلك مما يقلل حالة التوتر والقلق المتوقع أن تصاب بها الأم بعيد الولادة. الشبكة الاجتماعية:تكوين الأم علاقات اجتماعية وتواصلها مع الأقارب وطلب العون منهم تساعدها على الاحساس بالثقة وتقلل مشاعر الاحباط التي قد تنتابها من بسبب الجهل من التعامل مع هذا الكائن الجديد. الغذاء الصحي:المتمثل في تناول الخضراوات والفواكه وعدم الافراط في تناول الدهون والنشويات يمد المرأة بصحة جيدة وبالتالي صحة نفسية متوازنة. ممارسة الرياضة:من خلال قيام المرأة أثناء الشهور الأخيرة من الحمل بممارسة بعض التمارين الرياضية الخفيفة والتي تساعد على سهولة الولادة وتقلل من المشاعر السلبية المصاحبة للولادة. الدعم النفسي:من قبل الزوج كان يشعرها دائما بالتقدير لما تفعله وما تلاقيه من متاعب في العناية بالطفل ويشاركها في الاهتمام به وحمله وتغيير الحفاضة حتى لا تشعر أنها تتحمل بمفردها مسئولية ذلك الضيف الجديد على حياتها.