«عيد بلا تحرش».. «القومي لحقوق الإنسان» يستعد بغرفة عمليات.. «الفجر» يطالب بغرفة سرية.. «شفت تحرش» تستعد للتأمين والمواجهة.. و«الداخلية» تعلن عن أقسام خاصة لتلقي بلاغات العنف ضد المرأة في العيد

ظاهرة باتت أشبه بالمرض اللعين انتشرت في مصر الآونة الأخيرة وتنامت مع قدوم الأعياد، التحرش الجنسي الشبح الذي يطارد الفتيات والنساء ويحصر حريتهم في تصرفات محدودة تستعد كل الهيئات لمواجهتها بالحسم وفي هذا الإطار أعلن مركز القاهرة للتنمية وحقوق الإنسان عن تدشين غرفة عمليات للعمل على رصد وتوثيق جرائم العنف الجنسي والتحرش التي تستهدف النساء خلال فترة عيد الفطر المبارك.
وخصص مركز القاهرة للتنمية خطا ساخنا للمساعدة القانونية لحالات التحرش الجنسي خلال أيام العيد برقم "01210009192"، لتلقي الشكاوى الخاصة بحالات التحرش الجنسي بالنساء خلال العيد لمساعدتهن قانونيا.
كيف تحررين محضرا؟
وأكد المركز أن المركز قدم ورقة مبسطة بعنوان (كيف تحررين محضر تحرش)، وذلك حتى تستطيع أي سيدة أو فتاة تتعرض للتحرش القيام بحماية نفسها والحفاظ على حقها القانوني.
وتضمنت الورقة أولا: أهمية محاولة الإمساك بالمتحرش وطلب المساعدة من المحيطين وسؤالهم عن إمكانية مساعدتهم من خلال الإدلاء بشهادتهم عن الواقعة، وثانيا: الذهاب إلى أقرب قسم شرطة تابع للحادث حيث تطلب المجني عليها من أحد الضباط تحرير محضر ضد شخص ما قام بالتحرش بها في الطريق العام، وثالثا: ضرورة استيفاء بيانات المتحرش بها وهل يوجد شهود للواقعة أم لا من المتواجدين أثناء الواقعة، وكيف تم التحرش ومكانه؟ وأيضا هل تم الإمساك بالمتحرش أم لا؟
ويشجع المركز النساء والفتيات على الإبلاغ عن وقائع التحرش اللاتى يتعرضن لها، بالإضافة إلى توعية الذكور بمخاطر تلك الجرائم وآثارها السلبية على الإناث نفسيًا وعلى المجتمع ككل.
شفت تحرش
وفي سياق متصل أعلنت مبادرة "شفت تحرش" عن استعدادها للتواجد بمحيط منطقة وسط البلد وميدان التحرير خلال أيام عيد الفطر، وذلك للعمل على تأمين المنطقة ومواجهة حوادث التحرش التي تنتشر خلال الأعياد، وأكدت المبادرة بدء متطوعيها بالانتشار في محيط وسط البلد للقيام بأعمال التوعية وبناء جسور التواصل مع المحال ودور العرض السينمائي من أجل التعاون المستمر للقضاء على جرائم التحرش الجنسي، داعية كل من يهتم بحماية المجتمع والقضاء على ظاهرة التحرش والعنف الجنسي إلى الانضمام إليهم والمشاركة في حملات التوعية والتأمين التي يعلمون عليها.
وحدات حقوق الإنسان
وفي نفس الإطار أكد العميد الدكتور راضى عبد المعطى، مدير إدارة التواصل المجتمعى بوزارة الداخلية، أنه تم بدء العمل بأقسام خاصة بمكافحة الجرائم التي تتعلق بالمرأة بجميع أقسام الشرطة، بالإضافة إلى وحدات حقوق الإنسان.
وقال "عبد المعطى" إن الخطة الأمنية ترتكز على محاور خدمات سرية بكل الأماكن المزدحمة والتي بها تواجد مكثف وخدمات نظامية وخطوط ساخنة لتلقى البلاغات والشكاوى على مدى 24 ساعة، بالتنسيق مع مديريات الأمن، ويتم التعامل مع المشكلات بسرعة وجدية على الفور.
خدمات سرية
يأتي هذا فيما طالب حزب الفجر الديمقراطى، اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، بضرورة تعيين خدمات سرية في الشوارع والميادين والأماكن المزدحمة خلال أيام عيد الفطر المبارك، للتصدى لوقائع التحرش التي من المنتظر أن تتعرض لها المرأة المصرية خلال أيام العيد، مشددا على ضرورة تفعيل مواد القانون ضد مرتكبى وقائع التحرش.
ومن جانبه، قال عيسى سدود المطعنى رئيس الحزب: « لن تنتهى ظاهرة التحرش إلا بتفعيل مواد القانون الحالية والتي تم تعديلها بموجب قرار بقانون أصدره رئيس الجمهورية عقب واقعة تحرش التحرير الشهيرة».
وفي سياق متصل قالت ميرفت التلاوي، رئيس المجلس القومي للمرأة: إن الدولة ستواجه حالات التحرش في احتفالات عيد الفطر المقبل بحزم وجدية، مطالبة الفتيات والأهالي بالإبلاغ عن جرائم التحرش لوقف هذا المرض الذي يجلب العار لمن يرتكبه وليس المعتدى عليها.
تخصيص قسم للبلاغات
وأشادت" التلاوي" بتخصيص قسم خاص بتلقي بلاغات جرائم العنف ضد المرأة بداخل أقسام الشرطة، موضحة أن الدولة أخذت منحى الجدية في التعامل مع جرائم التحرش منذ زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للفتاة المعتدى عليها في واقعة التحرير الشهيرة، وصولًا إلى تعديل وزارة العدل قانون الجنايات في الشق المختص بجرائم العنف ضد المرأة، وتوقيع عقوبات رادعة على متحرشي التحرير.