بسبب مخلفات الأسمدة والسيراميك والبلاستيك .. بينما يتندر المصريون على أهالى الخانكة لوجود مستشفى الأمراض العقلية الأشهر فى مصر, تقطر قلوبهم دما للحال الذى وصلت إليه صحتهم جراء اكتظاظ منطقتهم بالعديد من مصانع الموت .. أسمدة وسيراميك و شبة وإشعاعات ذرية .. منتجات تدفئ عوائدها المادية جيوب أصحابها, وتصدر للأهالي حفنة من الأمراض الخطيرة.. وتعتبر منطقة أبو زعبل, الموجود بها السجن الشهير, هى عاصمة التلوث بالنسبة لمدينة الخانكة بالقليوبية, حيث تنتشر مصانع الأسمدة لصاحبها مصطفى الجبلي شقيق وزير الصحة الأسبق , وهذا المصنع كان سبباً رئيسياً في حالات اختناق كثيرة للأهالي ومعسكر الشرطة المجاور لها، كما كانت تتسبب الأدخنة الكثيفة من المصنع في انعدام الرؤية علي طريق أبو زعبل – شبين القناطر، الأمر الذي كان سبباً أساسياً في كثرة الحوادث. بطول الطريق يوجد شريط أصفر, يطغى على لون الزرع الأخضر, وذلك بفعل ترسيبات أدخنة ومخلفات مصانع السماد والشبة والسيراميك, فضلا عن صرف مخلفاتها القاتلة فى المصرف الموازى لطريق القاهرةالإسماعيلية, إضافة إلى الانبعاثات الإشعاعية من هيئة الطاقة الذرية ومنشآتها الموجودة بالمنطقة. علميا, أوضح الدكتور محمود محمد عمرو، أستاذ الأمراض المهنية بكلية الطب ومستشار المركز القومي للسموم أن مخاطر الصرف الصناعي ومخلفات الأسمدة تتسبب في الإصابة بأمراض خطيرة، منها أمراض الجهاز التنفسي والهضمي والكبد والسرطان والكلى «ذلك لأنها تؤثر علي كل أجهزة الجسم بدءا من مخ الإنسان نهاية بالعظام». أما محمد خليل مستشار بجهاز شئون البيئة, فقال: "الخطورة وجود مخلفات المصانع ومياه الصرف الخاصة بها في مياه ري الأراضي الزراعية، لأنها تحوي مواد كيميائية خطرة، منها مركبات عضوية مثل المبيدات وغير عضوية مثل المعادن الثقيلة كالرصاص والحديد, فضلا عن المخلفات الآدمية وما بها من فيروسات سامة، مما يتسبب في انتشار الأمراض الخطيرة كالفشل الكلوي وتليف الكبد والفيروسات الكبدية والأورام السرطانية. حتى الأهالي كان لهم دور فى صناعة الموت الذى يكتسحهم، حيث يقومون بتأجير عربات الكسح التي "تنزح" الصرف من "الطرنشات البلدية" ثم تقوم بإلقاء حمولتها في المصارف والترع التى تحولت إلى مرتع للحشرات والزواحف، وتعج بالسموم. المهندس عادل عبد الوهاب, من سكان الخانكة, يرى أن الخطر يحيط بهم من كل جانب, فمن ناحية مصانع السماد والسيراميك، ومن الناحية الأخرى مصانع البلاستيك والشبة "كلها تلقى بالصرف الخاص بها إلى المصرف، وبالتالي إلى أجسادنا.. أمراض خطيرة منتشرة ولا أحد يهتم"!