ممتن لأنى ضحيت من أجل بلدى، تلك كانت الكلمات التى قالها الناشط وطبيب الأسنان المصرى أحمد حرارة، خلال احتفاء مجلة «تايم» الأمريكية خلال تغطيتها لاختياراتها لشخصية عام 2011. المجلة الأمريكية كانت قد منحت لقب شخصية عام 2011 إلى «المحتج»، وفقا لآراء محرريها، ولكن نشطاء عديدين أشاروا إلى ضرورة تغيير المسمى إلى «المحتج العربى». المجلة الأمريكية نشرت قائمة بأفضل 36 شخصية وضعتهم رموزا لمحتجى وثوار العالم، وكان من بينهم 16 مصريا و7 شخصيات عربية. وخصت المجلة بالذكر حرارة الذى فقد إحدى عينيه فى 28 يناير والأخرى فى 19 نوفمبر، وأكدت أنه كان مثالا جليا على التضحية التى يقدمها هؤلاء «المحتجون» دفاعا عن قضيتهم، ونشرت تقريرا كاملا يروى قصة كفاحه كما وصفتها المجلة. وتحدث حرارة ل«التايم» حول تضحياته من أجل إنجاح الثورة المصرية، قائلا إنه لا يهتم كثيرا إن كان سيستطيع الرؤية بعينيه لأنها ذهبت فى سبيل وطنه، مضيفا «رغم ما قيل لى من أنه سيتم زرع رقائق يمكننى من خلالها مشاهدة العالم فى صورة أبيض وأسود إلا أننى راض بقضاء الله». وأكد حرارة فى تصريحاته للمجلة الأمريكية، أنه كان يرغب فى النزول إلى ميدان التحرير أكثر من مرة، ولكن الأطباء منعوه، لأن الغاز المسيل للدموع يؤثر على العصب البصرى وقد يجعل إمكانية شفاء عينه معدومة، ثم تحدث عن مستقبله المهنى الذى تحطم لكونه طبيب أسنان، قائلا «سأتعلم القراءة على طريقة برايل وسأبحث عن الوظيفة المناسبة، فالحياة لا يمكنها أن تقف وأنا لن أظل جالسا فى المنزل دون عمل فى انتظار من يطعمنى أو يعطينى المال». حرارة قال فى تصريحاته إنه لم يكن ناشطا قبل ثورة 25 يناير، ولكنه كان ناقما على الأوضاع السيئة التى تعانى منها البلاد مثله مثل كل الشباب المصرى، مضيفا «إصابتى يوم 28 يناير بنحو 75 شظية أثرت كثيرا فى حياتى وجعلت إصرارى أقوى على إسقاط هذا النظام الظالم». رفض حرارة فى تصريحاته أن يوجه أى انتقاد إلى الجيش، قائلا «برغم اهتزاز مكانة وصورة المجلس العسكرى كثيرا بسبب أخطائه فى المرحلة الانتقالية فإن المصريين يكنون تقديرا عظيما للجيش، لذلك يرغبون فى عودته إلى ثكناته، وأن يتخلى عن السياسة». بالإضافة إلى حرارة نشرت المجلة تقريرا آخر عن وائل نوارة أحد مؤسسى حزب الغد، الذى أكد فى حديثه ل«التايم» أن الوعى الجمعى للشعب المصرى أكد رغبته فى التغيير والتطهير الحقيقى لكل رموز النظام السابق، وأعرب عن تفاؤله بالمستقبل، لأن الثورة -على حد قوله- غيرت من نوعية العلاقة بين الشعب والسلطة. وعلى نفس النهج خصصت المجلة تقارير عديدة وصورا مختلفة للنشطاء المصريين مثل أسماء محفوظ وإسراء عبد الفتاح وأحمد ماهر ومحمود سالم وإيميل سمير، وأحمد عجور، والصحفية المصرية الأمريكية منى الطحاوى، وصالح محمد، وشادى طه، ونهال مرعى، وعمر محمد. كما أنها نشرت صورا لثائرين مصريين مثل صورة الطبيب السلفى يحيى عبد الشافى، الذى أصر على المشاركة فى المستشفى الميدانى لميدان التحرير، وصورة الثائرة المصرية «أم تريكة». قبضة اليد المصرية كان لها وجود بارز فى الصور التى خصصتها «التايم» للمحتجين، حيث وضعتها المجلة فى صدارة صور شخصية العام، كما أنها جعلتها الصورة الشخصية للمجلة على موقعى التواصل الاجتماعى «فيسبوك وتويتر»، ووصفتها بأنها بخلاف أنه استخدمت حركة «6 أبريل» قبضة اليد كإشارة على قوة الإرادة فإنها تعد من العلامات البارزة التى أسهمت فى إنجاح الثورة المصرية.