تثور رياح التغيير ثم تهدأ حينا مع قرارات الملك لتعود للثورة مجددا بعد اكتشاف عقم التغييرات الملكية، هذه هى صورة الحياة السياسية فى الأردن هذه الأيام، محاولات من الربيع العربى لدخول المملكة الهاشمية ولو متأخرا تقابلها تحركات لإحكام إغلاق الباب فى وجهه. من المسجد الحسينى وسط العاصمة الأردنية عمان خرجت مظاهرات الجمعة الماضية أول من أمس احتجاجا على حصول حكومة عون الخصاونة على ثقة البرلمان وللمطالبة بإصلاحات فى النظام القائم وإنهاء الفساد. المظاهرات امتدت إلى عدة مدن أخرى بخلاف العاصمة شارك فيها آلاف الشباب وممثلون عن المعارضة الإسلامية (إخوان الأردن). المتظاهرون حملوا فى عمان والكرك التى تبعد عنها 120 كيلومترا لافتات تقول «الشعب مصدر الثقة، هذا البرلمان لا يمثل الشعب» وهتفوا «الشعب يريد إصلاح النظام». وفى معان والطفيلة جنوب البلاد طالبوا بإنهاء سيطرة الأجهزة الأمنية واعتبرت لافتاتهم إنقاذ الأردن من الفساد «مهمة وطنية» هاتفين «الأردن ليس للبيع». تأتى هذه المظاهرات بعد يوم من فوز الخصاونة -وهو ثالث رئيس حكومة يعينه الملك عبد الله الثانى هذا العام- باقتراع ثقة فى البرلمان، وكان الملك عبد الله الثانى قد حل حكومتين هذا العام لتهدئة الاحتجاجات التى استلهمت شرارتها من الثورات الشعبية فى تونس ومصر وليبيا.