ما زلت مُصرا على أن الرياضة، وكرة القدم بالتحديد، من دون الأخلاق لن تساوى شيئا فى قاموس النظام الرياضى المحترف. ويزداد تصميمى على أن أذكر مواقف فى دول العالم، كى نتعلم نحن كمصريين أن نعطى الأخلاق الأولوية الأولى إن أردنا الإصلاح الرياضى فى بلادنا. وبمناسبة أن مصر تخطو بثقة نحو التغيير والأفضل، فحق علىّ أن أشدد من كلامى حولها. نيمار، هو نجم برازيلى متميز يلعب فى نادى سانتوس البرازيلى، وتطارده كبرى الأندية فى العالم. اقترف نيمار جرما كبيرا فى حق منظومة كرة القدم البرازيلية عندما نشر فى حسابه على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر»، متهما حكما برازيليا يدعى ريكى، باللص!! وكتب نيمار على حسابه قائلا: ريكى أنت لست حكما، بل أنت لص. ولم يقف مسؤولو الاتحاد البرازيلى لكرة القدم مكتوفى الأيدى أمام تلك الواقعة، لكنهم غرّموا نيمار غرامة قدرها 6 آلاف دولار بعد أن خفضت لطعن النادى البرازيلى فيها، بل واعتذار نيمار على حسابه الشخصى للحكم ريكى. وما شد انتباهى هو تصريح أحد مسؤولى نادى سانتوس قائلا: نيمار بالتأكيد مخطئ، ومهما كانت قرارات الحكم فهو شريف ويؤدى المهنة، بل ليس لصا بالمرة. الواقعة كانت احتساب خطأ على نيمار وطرده فى إحدى مباريات الدورى البرازيلى. واكتسب البرازيليون فى تلك الواقعة حكمة شديدة عندما قاموا بنشر اعتذار من الاتحاد البرازيلى تجاه الحكم ريكى، فى كل الصحف، حتى يشعروه بكرامته ويساندوه، وحتى يقضوا على ظاهرة تفشى عدم الأخلاق فى ملاعب كرة القدم. وكعادتنا نحن هنا نريد أن نتعلم ببطء، لكن فى تلك المرحلة المواقف الأخلاقية الصغيرة من جذب للحكم ومعاتبته والتحدث عنه بعد المباراة فى وسائل الإعلام من جانب اللاعبين هى أكبر خطأ فى حق القانون الأخلاقى فى كرة القدم، لأن المنظومة إن أردناها أن تكتمل فعلينا بالأخلاق أولا، وعلينا بالإنصاف ثانيا. ولكن عندما نرى هنا لاعبا يصطدم بحكم كلاميا على فضائياتنا الموقرة، فإن أول ما نراه مساندة النجم على حساب الحكم، ونشاهد على بعضها تجاهلا من مسؤولى الاتحاد فى حقه، ويضيع معه مشهد من مشاهد الأخلاق المطلوبة فى عالم المستديرة. وأعود بكلامى إلى الوراء قليلا مستعينا بأبيات شعر: إنما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فإن همو ذهت أخلاقهم ذهبو. وهنا أضيف عليها أن الرياضة الأخلاق فى مصر ما بقيت تماما، لأننا لم نرد لها البقاء، فلو حسبنا الموضوع والقضايا من منظور أخلاقى أولا وليس بحتا، لحصدنا وجنينا ثمارا تنبع من التطور والتقدم، لأن الرياضة المصرية حاليا تحتاج إلى مزيد من الأخلاق والضوابط، حتى تعود الكرة فى بلادنا إلى مستواها ومكانتها المعهودة. ومنه لله اللى كان السبب.