عشرة أيام يرقد خلالها عامر منيب على سرير مستشفى «دار الفؤاد» داخل العناية المركزة يفارق بعدها الحياة عن عمر ثمانية وأربعين عاما متأثرا بآلامه. قبل الوفاة كان الصمت يعمّ المكان، وبداخله يرى شريط حياته أمام عينيه، قد تكون أول أيامه داخل العناية المركزة هى تلك الأيام التى طاف خلالها روح جدته مارى منيب فى غرفته، فكم كانت تحبه وتصطحبه إلى مسرح الريحانى ليشاهدها من خلف الكواليس، وفور أن تصل سنه إلى السابعة تفارقه سريعا، ثم أصبح يصطحبه أصدقاؤها إلى المسرح ذاته، ينتقل عامر «لديه 3 بنات» إلى محطة أخرى بعدما تخرج فى كلية التجارة ليسأله والده عن الهدية التى يرغب فيها ليجيبه سريعا بأنه يرغب فى آلة العود. بعد ذلك أتاه عرض للسفر إلى أستراليا للحصول على الدكتوراه عام 1986، ليوافق ويدعو أصدقاءه إلى سهرة أخيرة فى القاهرة، وكان ذلك فى شهر رمضان، ليلتقوا على مائدة السحور، وكانت الصدفة وجود حلمى بكر الذى أقنعه بعدم السفر وانتظار مستقبله فى الغناء، وهنا تبدأ أولى محطاته بإنتاجه أول ألبوماته على نفقته الخاصة، التى باع سيارته الخاصة من أجل تنفيذها، وتتوالى بعده الألبومات، كما قدم أربعة أفلام سينمائية. عامر منيب توفى أمس السبت عن عمر يناهز ثمانية وأربعين عاما (وُلد 3 سبتمبر 1963) بعد أن دخل فى غيبوبة إثر تناوله مسكّنات قوية ليتغلب على آلام القولون التى عاودته من جديد بعد جراحة دقيقة أجراها العام الماضى فى ألمانيا لاستئصال ورم حميد، وقد أقيمت صلاة الجنازة على روحه أمس السبت بمسجد رابعة العدوية.