شكوك عديدة بدأت تتصاعد حول مدى قوة وسيطرة المجلس الوطنى الانتقالى على المجالس العسكرية المحلية، التى باتت تمثل القوة الحقيقية على الأرض حاليا، وتمثل ذلك فى كشف صحيفة «الإندبندنت» البريطانية رفض ثوار الزنتان تسليم سيف الإسلام القذافى إلى سلطات الانتقالى. فالصحيفة البريطانية أكدت أن ثوار الزنتان الذين ألقوا القبض على نجل العقيد المقتول الجمعة الماضية رفضوا تسليمه إلى سلطات «الانتقالى»، وطالبوا بمحاكمته فى المدينة. فعلى الرغم من أن المحكمة الوحيدة الموجودة فى المدينة اشتعلت فيها النيران فى أثناء الثورة، فإن رئيس مجلس المدينة قال للصحيفة «لدينا نظام جيد هنا، ومحاكم مشهود لها بالنزاهة وقضاة أكفاء، فلماذا ينبغى نقله إلى مكان آخر؟». قضية محاكمة سيف الإسلام ظهرت على السطح، بعدما حسم «الانتقالى» مسألة محاكمته داخل ليبيا ورفض تسليمه إلى المحكمة الجنائية الدولية، بعدما ضمنت خضوعه إلى محاكمة عادلة وفق المعايير الدولية، خصوصا أن المدعى العام للمحكمة الدولية لويس مورينيو أوكامبو زار طرابلس، أمس، لتقديم النصح حول طريقة محاكمة سيف. ولكن أزمة محاكمة سيف ألقت بظلال سيئة على مدى سيطرة النظام الليبى الجديد على كل بقاع ليبيا، خصوصا أن مراقبين أشاروا إلى أن مقاتلى الزنتان يسعون إلى الحصول على مكاسب سياسية بعد القبض على نجل القذافى، فى الوقت الذى يسعى فيه عبد الرحيم الكيب، المكلف بتشكيل الحكومة الليبية الجديدة، إلى اختيار الحقائب الوزارية بشكل يرضى جميع الفصائل الليبية.