توقعات إلغاء اتفاقية كامب ديفيد حديث لا ينتهى منذ الثورة، فى الإعلام الإسرائيلى. صحيفة «إسرائيل اليوم» علقت على تصريحات لملك الأردن عبد الله الثانى لصحيفة أمريكية بأن اتفاقية بلاده للسلام مع إسرائيل هى فقط الباقية، بأنه ليس المحللين الإسرائيليين وحدهم من يخافون أن تتعرض علاقة بلادهم بمصر لمخاطر الحرب، بسبب تنامى التيارات الإسلامية فى مصر بعد ثورة يناير. «إسرائيل اليوم» قالت إن اتفاقية السلام قد تكون مهددة بالإلغاء، إذا وصلت جماعة الإخوان المسلمين إلى الحكم، باعتبار أن حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للجماعة، صار القوة الوحيدة التى لها نشاط ملحوظ فى مصر. بدورها «التحرير» طرحت سؤالا على قيادات من أبرز التيارات الإسلامية فى مصر، حول ما إذا كان فى نيتهم إلغاء المعاهدة أم لا؟ أم كيف سيتعاملون معها فى حال وصولهم إلى الحكم؟ «المعاهدات الدولية بمثابة إقرار، وإلغاؤها يستلزم أغلبية ثلثى البرلمان»، رأى الجماعة الإسلامية فى «كامب ديفيد»، بحسب المتحدث الرسمى لها عاصم عبد الماجد، مشيرا إلى أن الجماعة ملتزمة بالوجه القانونى، خصوصا أنه لا يمكن تغييره برغبة طرف واحد. وتوقع أن تكون علاقة الإسلاميين بشكل عام مع إسرائيل فى أدنى الصور المتاحة، مؤكدا أن الإسلاميين حال إمساكهم بالسلطة، لن يبدؤوا حربا مع إسرائيل، «ولكن إذا فرضت عليهم الحرب، فهم قادرون على حشد هذه الأمة». لكن الإخوان المسلمين وحزبها الحرية والعدالة، فيرون، على لسان القيادى بالحزب محمد البلتاجى أن من حق الشعب المصرى بمختلف القوى الوطنية، إسلامية كانت أو غير إسلامية أن يراجع اتفاقياته الدولية وفقا لمصالحه ومدى التزام جميع الأطراف، وأن ينظر فى ما إذا كانت هذه الاتفاقيات وقعت فى وقت خضوع ووصاية، وهل من خلال نوابه، أم بفرض أجندات؟ لكن البلتاجى أعلن «نحن ملتزمون حتى يحين وقت تعديل هذه الاتفاقية بما تقتضيه المصالح المصرية، ولن نتبع سوى المسار القانونى الدولى لتعديل المعاهدات الدولية، إضافة إلى ضرورة الاستفتاء الشعبى. المتخصص بالفكر السياسى الإسلامى الدكتور سيف عبد الفتاح، يطمئن الجميع، مستبعدا حصد التيارات الإسلامية نسبة ال50%، مؤكدا أن البرلمان المقبل سيكون ائتلافيا يمثل كل الأطياف السياسية. عبد الفتاح عزا مخاوف إسرائيل إلى صعود حزب النهضة فى تونس، مستبعدا أن تسعى الأحزاب المصرية إلى موقف عدائى مع إسرائيل فى الوقت الراهن، ومستدركا أيضا بأن تلك الأحزاب لن تعيد سياسة نظام مبارك فى تعامله مع إسرائيل. موقف السلفيين بالتأكيد، يتناسب مع صرامتهم. عضو المكتب الإعلامى بحزب النور محمد نور، قال إنه من غير الطبيعى أن تكون هناك معاهدات ظالمة تحمل بنودا مخفية لا يعلم الشعب المصرى عنها شيئا، وأضاف «يجب الآن أن تمر تلك المعاهدة بقنوات رسمية لمراجعتها».