نشرت الصحف خبرا عن الرئيس المخلوع جاء فيه أن مصادر أمنية من القوة المكلفة بحراسة قفصه فى أكاديمية الشرطة أكدت أن المخلوع أصر بعد انتهاء الجلسة الماضية على تناول الإفطار مع نجليه علاء وجمال، ووزير داخليته حبيب العادلى، ورجال أمنه المحبوسين على ذمة قضية قتل المتظاهرين حسن عبد الرحمن، وعدلى فايد، وأحمد رمزى، وإسماعيل الشاعر، وأسامة المراسى، وعمر الفرماوى. وقال الخبر إن المتهمين جلسوا على مائدة واحدة تلبية لدعوة مبارك، وتناولوا الطعام فى جلسة سادها المرح والسرور، وأضاف الخبر أن المخلوع كان يتناول الطعام بشهية مفتوحة، وأن المتهمين جميعا كانوا يتحركون بحرية داخل الأكاديمية ولم يحضر أى منهم والكلابشات فى يديه.. وأوضح مصدر أن صحة مبارك كانت جيدة للغاية ولم تبد عليه أى علامات إرهاق. كما أشار المصدر أيضا إلى أن مبارك يستمتع بإقامته ومعه زوجته بالمركز الطبى العالمى وأن جلسته المفضلة فى شرفة الدور الخامس التى تكشف مدينة العاشر من رمضان بالكامل. ربما يدور بأذهان البعض بعد قراءة الخبر أسئلة من أمثال: كيف يمكن لسجين أن يقوم بدعوة سجناء آخرين على الإفطار خارج السجن؟ وهل اللوائح والقوانين تسمح لمن يتم إحضارهم من السجون لحضور جلسات المحاكمة بإقامة مآدب إفطار وغداء داخل المحكمة التى تحاكمهم؟ وهل أفطر مبارك مع أصدقائه وهو مستلْقٍ فى الوضع الأفقى المسطّح الذى نراه عليه أم أنه ركل السرير وخلع عدة التمثيل بعد رحيل الكاميرات وجلس مع أصدقائه موفور الصحة كما يعرفونه؟ ولأصحاب هذه الأسئلة السخيفة أقول: ليتكم تهتمون بشؤونكم الخاصة ولا تتدخلون فى حياة الرجل، خصوصا أن أسئلتكم تدل على غفلة لا حدود لها، فهل حفل الإفطار فقط هو ما استرعى انتباهكم؟ ألم تلاحظوا البيجامات المشجرة التى يرتديها المخلوع والتى لا علاقة لها بملابس السجن؟ ألم تعرفوا أن أسرة المخلوع تعيش معه بمقر إقامته بالمركز الطبى العالمى وأن زوجته تبيت معه كل ليلة؟ ألم يخبركم أحد أن المحاكمة الكوميدية ستنتهى حتما إلى البراءة عندما يقرر مبارك أن الإقامة بالمركز الطبى العالمى لم تعد تروقه؟ ألا تعلمون أن امرأة المخلوع قد أطلق سراحها وما زالت نظرياُ على ذمة قضية الكسب غير المشروع ومع هذا فقد رفعوا اسمها من كشوف الممنوعين من السفر، لهذا فهى تروح وتجىء خارج مصر طوال الوقت بعد أن اطمأنت على الفلوس وقامت بدفن المسروقات؟ ألا تعلمون أن ما حدث مع سوزان يصلح لكتابة مسرحية عبثية فاخرة عندما استدعوها للتحقيق فى ثروتها التى تضخمت ثم انتهى الأمر بتوقيعها على ورقة تنازل عن قصر كانت قد استولت عليه وهو مملوك للمخابرات.. أى أن الموضوع كله انتهى عندما استرد جهاز المخابرات القصر المسروق! أما أموال شعب مصر وحسابات مكتبة الإسكندرية وأرصدة المجلس القومى للمرأة وحركة سوزان مبارك للبتنجان الرومى وخزائن المجوهرات التى كانت تتلقاها من زوجات الحكام العرب.. كل هذا لن يعود لأنه ليس له صاحب يحميه! إننى أستطيع أن أؤكد أن حسنى مبارك يعيش أجمل أيام حياته بعد أن وصل للتقاعد وتخلص من أعباء السلطة فى أجمل صيغة وأروع نهاية يمكن أن يحلم بها قاتل لص مثله.. تقاعُد مريح ولذيذ مع الزوجة ووسط الأحفاد دون أن يتم قتله مثل القذافى أو نفيه مثل بن على أو حرق وجهه مثل على صالح، ويعيش فى كنف السلطة الحاكمة فى أمان ويتمتع بالدلال الذى يسمح له بدعوة أصدقائه على الطعام والجلوس فى الشرفة والحصول على الرعاية الطبية دون أن يكون مريضا.. ولا أريد لأحد أن يستغرب إذا أعلن متحدث باسم القصر أن السيدة الأولى التى تبيت مع المخلوع (السجين) حامل وتنتظر حادثا سعيدا!