«تعال معى إلى الموت» أطلقها الأب، وتشبث بعدها بتلابيب ابنه، فأكلت النار الجسدين اللذين عاشا معا، وقادهما إلى نفس المصير الذى تلوّن بلون أسود، انبعث من حشرجة الأب وابنه. الأب رفض زواج الابن بفتاة، فانتقم الابن منه وأشعل النار فيه، لكن الأول أبى أن يموت وحيدا، وجذب معه ابنه إلى بركان الموت، ليرقدا معا فى حالة خطيرة بمستشفى شبرا العام. الجد روى أمس أمام نيابة قسم ثانى شبرا الخيمة تفاصيل الواقعة التى بدأت عبارة عن سراب، ما لبث أن تحول إلى كابوس، عندما جاء نجل ابنه فى ذلك اليوم ليطلب شفاعة الجد فى أن يقنع أباه بالموافقة على الزواج بإحدى الفتيات، وبمجرد أن حاول الجد إقناع نجله بزواج حفيده، ثار الأب ورفض هذا الزواج، وصفع الابن على وجهه، بعدها خرج الشاب وأحضر «جركن» بنزين من السيارة التى يعمل بها، وتوجه إلى والده وسكب البنزين عليه، ثم أخرج ولاعة من جيبه ليشعل النار فى جسد أبيه، إلا أن الأب تشبث بملابس ابنه وجذبه معه إلى النار التى أتت على جميع أرجاء الشقة فى ثوان معدودة، لتصبح كتلة من النار، لم يستطع معها الهرب سوى الجد العجوز الذى أبت العناية الإلهية موته حتى يكون شاهدا على تلك الماسأة. الشيخ العجوز قال والدموع تسيل على وجهه الحزين إنه فقد ابنه وحفيده فى لحظات، كان الشيطان أقرب فيها إلى عقل المجنى عليهما، بينما تسبب الحريق فى ضياع «تحويشة العمر» التى أعدها لحج بيت الله، بعد أن التهمت النيران كل شىء. جيران العجوز من جانبهم وفى لفتة لا تليق إلا بالناس الطيبين، أحضروا له بعض المفروشات والأسرّة للنوم، كما أحضروا الطعام له ولزوجته العجوز بعد أن فقدا مصدر رزقهما، باحتراق ابنهما الذى يرقد ونجله فى مستشفى قصر العينى بين الحياة والموت، فيما واصل رامى رمضان مدير نيابة قسم ثانى شبرا الخيمة مباشرة التحقيقات، واستمع شريف المالكى وكيل النيابة إلى أقوال الجد محمود محمد على، 72 سنة، وأمر باستكمال التحريات حول الواقعة، ومعاينة الشقة التى وقعت فيها الحادثة.