كان شاهدا على نهاية حاكمين، وكان توجيه السباب إليه أحد دوافع اغتيال الرئيس السادات. واستمرت جرأته السياسية فأبعدته عن منبره بمسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية. لكن ثورة 25 يناير، التى صنعت المعجزات، أخرجته من عزلته ليخطب فى المتظاهرين داعيا إياهم إلى التوحد والصلابة، حتى تم إسقاط النظام السابق. الشيخ أحمد المحلاوى يرى أن نجاح الثورة سبق الأحلام والأمنيات، فكان قدرا إلهيا، وأن أعتى أجهزة المخابرات لم تكن تستطيع التنبؤ بما حدث، ويقول: إن الله ثبت هؤلاء الشباب لمواجهة الرصاص الحى وضباط الشرطة والأمن المركزى، وألقى فى قلوب الشرطة والأمن المركزى الرعب. لكنه يستدرك: سبقت الثورة إعدادات كثيرة بتظاهرات عدة، وتذمر وظلم وفساد وصل إلى حد لا ينفع عليه السكوت، موضحا أن كل الأسباب السابقة هيأت للثورة أن تنجح، رغم سلميتها، فأصحابها واجهوا بأيديهم الفارغة وحناجرهم المجلجلة، قوات الأمن المركزى وضباط الشرطة والبلطجية الذين أخروجهم من السجون ليواجهوا الثوار. المحلاوى، يتحفظ فى الكلام عن الخلاف بين الإسلاميين والقوى السياسية الأخرى، لكنه يرى أن الخلافات بين الجماعات الإسلامية وبعضها، خلافات فرعية لأن الأصول ثابتة، فجميعها يتفق على الدين الواحد والرسول الواحد والفرائض ثابتة، مشيرا إلى أن النظام السابق خلق ذلك الخلاف، فكان لا يعطى حرية للتناقش بين الإسلاميين وبعضهم البعض. وكباقى الإسلاميين، يؤيد المحلاوى جمعة 29 يوليو، ويرى أن الليبراليين والشيوعيين أضاعوا فرصة «لم الشمل» فى هذا اليوم، الذى يعتبره فارقا فى إظهار قوة الإسلاميين مقارنة بالتيارات الأخرى التى كانت تتظاهر منفردة فى جمع سابقة. لكن الشيخ الثائر، لا يرى حرجا فى تقديم الشكر إلى الجيش المصرى لقيامه بفض ميدان التحرير، مع احتفاظه بحق المتظاهرين فى التظاهر، ولكن عندما يتجمع المتظاهرون على هدف معين وواضح، وليس كل من يريد أن يقيم اعتصاما «يروح ويعمل»، مثلما يقول، معتبرا أن إخلاء الميدان شىء مهم، لأن «البلد منذ يناير معطلة تماما بما فيها مصالح المواطنين أيضا، ويضيف: «أقول للشباب مصر أصبحت الآن بتاعتكم، فاعملوا على تقدمها وبنائها من جديد». المحلاوى يرى أيضا أن محاكمة الرئيس المخلوع، مشهد عظيم يحسب للمجلس العسكرى، ويذكر بأنه كان يمكن للجيش المصرى أن يكون كباقى الجيوش العربية، فى سوريا وليبيا واليمن، فيوجه فوهات أسلحته إلى المتظاهرين. الأحزاب الإسلامية فى رأى المحلاوى، ضرورة للدعوة إلى الله، والأحزاب الكثيرة الأخرى التى ظهرت بعد الثورة، فيراها من توابع الثورات الناجحة، حيث يظهر كثيرون يعلنون أنهم آباء الثورة وأصحابها، سعيا لخطف ثمار لم يزرعوها. أما الأحزاب القديمة فيرى المحلاوى أنها تعلم أنها بلا رصيد شعبى من قبل الثورة، حين كان يعزف الناخبون عن مرشحيها إلى المرشحين المستقلين، خصوصا الإخوان. وفى ما يخص الأسماء المطروحة لخوص انتخابات الرئاسة المقبلة قال المحلاوى، لن أقول كلمتى الأخيرة إلا عند إغلاق باب الترشيح، ولكن الأولوية الآن للشيخ حازم أبو إسماعيل.