صفوت لم يقل خيرا ولم يصمت. خرج ليقول إنه سيتكلم عن شقة العجوزة التى ذهب فيها بعض الثوار مع نسوان وتركوا الشباب الطاهر فى الميدان يوم موقعة الجمل. للوهلة الأولى ستظن من يتحدث هو صفوت الشريف، لكنه- يا للأسف- صفوت حجازى، الشيخ الحافظ لكلام الله وصاحب الدكتوراه فى أحاديث رسوله، مستسهلا قذف الأعراض عند أول خلاف سياسى مع من يرون أن الإسلاميين ركبوا الثورة، وبدلا من رد منطقى هدّد وسيّح على طريقة خالتى بمبة. المبدأ نفسه عيب وحرام، والشيخ صفوت الذى سوقه لنا البعض كوحش الفلا أظهر وجها لم نكن نظن أنه فى داعية أو شيخ وضعته الثورة غصب واقتدار فى مقدمة المشهد. أما التفاصيل فستجرّك لدائرة عبثية تضع صفوت حجازى فى نفس كفة طلعت زكريا، وتجعلنا نتساءل كيف عرف الرجل ما حدث. هل كان ينظر من خرم الباب؟ أم أنه من أهل الخطوة بحيث يكون فى التحرير وفى نفس الوقت فى شقة العجوزة (ويخلق ما لا تعلمون)؟ ثم لماذا صمت كل هذا الوقت؟ ألا يعرف بماذا نسمى الصامتين على مثل هذا؟ لا أنتقص ما فعله صفوت حجازى فى الثورة، لكن عيب ما فعله بعدها، وليس بعيدا على من يفكر بهذه الطريقة أن يُخرِج لنا عقد إيجار شقة العجوزة، مؤكدا أن شباب الثورة استأجروها من أبو لهب.