روايات بطعم الدم، وصفت مأساة الليلة الدامية التى ربما تغير المشهد المصرى فى التعامل مع الأزمات الدينية. اختلفت الروايات التى رصدناها عبر شهود عيان تابعوا الأحداث لحظة بلحظة منذ بدايتها وحتى اختلطت الدماء المصرية، بتراب الوطن. لا أحد يمكنه الجزم بكيف بدأت الأحداث؟ مع تعدد الروايات، لكن جميع الروايات اتفقت على شىء واحد هو أن «المدرعة فعصت الناس». المشهد المأساوى كما وصفه بيومى الذى يعمل على أحد المراكب النيلية بدأت الخامسة مساء عندما تجمع نحو 300 شخص أمام مبنى التليفزيون يرفعون الصلبان وصور المسيح، ويطالبون بمعاقبة حارقى الكنائس ثم قطعوا الطريق من الجانبين، وبعدها تدخلت قوات الأمن والجيش لفتح الطريق مرة أخرى، ووقف المسيحيون على الرصيف يكملون هتافاتهم، مضيفا «بعد أقل من نصف ساعة شاهدنا الآلاف قادمين من شارع رمسيس أمام (هيلتون) يرفعون لافتات مسيحية ومعهم عصى وأخشاب وقطع حديد وقطعوا الطريق من الجانبين ومنعوا السيارات من المرور فى شارع الكورنيش، وبعد أقل من خمس دقائق حدثت الكارثة التى تسببت فى اشتعال الأحداث، حيث فوجئنا بمدرعة تأتى بأقصى سرعة باتجاه بولاق أبو العلا، وقبل مطلع كوبرى أكتوبر توقفت فجأة وقام السائق بالدوران حول نفسه فاصطدمت المدرعة بإشارة المرور وصعدت على الرصيف وسحلت بعض المتظاهرين فقام العشرات بالهجوم عليها فتحرك السائق مرة أخرى بسرعة جنونية وسط المتظاهرين، فأصاب عدداً كبيراً منهم، وقتل آخرين». رواية أخرى اتفقت مع رواية بيومى فى وصف مشهد المدرعة التى سحلت المتظاهرين، وكانت شرارة البدء لليلة الدامية التى عاشتها القاهرة مساء أول من أمس، واختلفت معها حول مقدمات الأحداث، إذ يرى رشدى بائع الشاى على الكورنيش أن المدرعة سحلت المتظاهرين بالفعل وقتلت بعضهم لكن ذلك حدث بعد أن هجم المتظاهرون عليها، ووصف رشدى ما حدث قائلاً: «الأمن والجيش اللى كانوا واقفين أمام مبنى التليفزيون، كانوا بيضربوا طلقات صوت لتخويف المتظاهرين، وبعدين لما هجموا على المدرعة، فالسواق كان عايز يهرب بس هما قفلوا عليه الطريق فطلع على الرصيف عشان يفاديهم فاصطدم ببعضهم وبعدين كله بقى يضرب كله بالنار».