ما زال السؤال مطروحا، لكن أحدا من المسؤولين لم يقدم الإجابة، أين ذهبت أموال التأمينات؟ لكن مصادر قالت ل«التحرير»، إن الحديث عن اختفاء 436 مليار جنيه من ميزانية الدولة، حينما طرحه نائب رئيس الوزراء حازم الببلاوى، لم تتم مناقشته فى اجتماع مجلس الوزراء، ولكن التفسير الذى ورد حول هذا الأمر حينها أن جزءا كبيرا من هذه الأموال استخدم فى سندات. المصادر أضافت أن هناك تقريرا من المفترض أن يصدر عن الجهاز المركزى للمحاسبات حول هذا الأمر ويتم الانتهاء منه خلال الأسبوعين القادمين للتحقق من مصير هذه الأموال، حيث كلف الببلاوى الجهاز بالتحقيق فى الأمر، وإعداد تقرير خلال شهر يتم تقديمه، وهذا منذ أسبوعين. وزير القوى العاملة أحمد البرعى، هو من كشف عن اختفاء ذلك المبلغ خلال لقاء له مع عمال 5 شركات للغزل والنسيج وإداراتها بالإسكندرية، حيث قال إن الحكومة الحالية فوجئت باختفاء مبلغ ال436 مليار جنيه وجدتهم على الورق فقط، لكن البرعى قال ل«التحرير»، إنه لا يمتلك أى تفسير عن ضياع تلك الأموال، ويسأل عنها الوزراء السابقين، مضيفا أن هذا الأمر كان السبب فى ضم أموال التأمينات إلى وزارة المالية، وأنه كان وراء إطلاق الدعوة التى رفضت ضم أموال التأمينات إلى «المالية» أمام المحكمة الدستورية، موضحا أن الصناديق التى تم ضمها تتمثل فى صناديق حكومية للعاملين فى الدولة وصناديق التأمينات الخاصة، التى تم إقراضها إلى بنك الاستثمار القومى بعد أن تم إنشاء البنك بموجب قانون 119 لسنة 1981 لدعم الاستثمار وبناء قاعدة إنتاجية ومشروعات جديدة. البرعى أوضح أنه تحدث عن هذا الأمر خلال الندوة، لأنه كان يرغب فى توضيح خطورة الوضع الاقتصادى الذى تواجهه الحكومة فى المرحلة الحالية، بالإضافة إلى ما ورثته الحكومة الحالية من عجز فى الموازنة 136 مليار جنيه، وتزايد الدين الداخلى الذى بلغ 110 تريليونات جنيه، بالإضافة إلى المبلغ الذى لا يعلمون عنه شيئا، وتمت الإشارة إليه من أموال التأمينات. البرعى، أضاف أنه أراد إثارة عجز الموازنة العامة خلال اللقاء، بسبب تزايد الإضرابات التى تشهدها البلاد، مشيرا إلى أن خسائر الشركات التى قام بزيارتها بلغت 60 مليون جنيه، بالإضافة إلى خسائر هيئة النقل العام خلال فترة الإضراب التى بلغت 17 مليونا، بالإضافة إلى الخسائر الأخرى ويتحملها الناتج القومى من الازدياد المستمر لإيقاف العمل، مطالبا العاملين بأن يعملوا لكى تمر البلاد من تلك المرحلة الحرجة، مضيفا أنه يعلم جيدا أن عمال مصر تحملوا ثلاثين عاما مضت من سياسات التخبط وعدم التنظيم.