40 سيارة إطفاء جابهت جحيم حريق هائل على مدى 8 ساعات متواصلة التهم محتويات مصنع للدراجات النارية بمدينة قليوب تسبب في انهيار المبنى المكون من 3 طوابق الخامسة مساء أمس الإثنين، حيث وقت المغيب، تنسدل أشعة الشمس خلف الغيوم معلنة قدوم الليل، استقل مصطفى أحمد سيارته قاصدا محل عمله في منطقة المهندسين قادما من مدينة قليوب التابعة لمحافظة القليوبية، رحلة يومية يقطعها الرجل الثلاثيني مرتين، يمر خلاله على مصنع "أبوحوا" للدراجات النارية المكون من 3 طوابق، يلاحظ حركة الدخول والخروج وسط نشاط ملحوظ لحركة سيارات النقل لكن ثمة شيئا جديدا رمقته عيناه للمرة الأولى أدخنة كثيفة تتصاعد من تلك المنشأة الصناعية لكن الوقت لم يسعفه للتوقف ومعرفة تفاصيلها. بحلول الغروب يستعد عمال النوبتجية الصباحية لمغادرة مصنع "أبوحوا" بعد يوم عمل شاق لكن السيناريو المنشود تبدلت أحداثه بنهاية مغايرة لدى تصاعد أدخنة كثيفة وسط ارتفاع ألسنة اللهب من مخزن للبطاريات القابلة للاشتعال على مساحة 200 متر، أسرع الجميع في محاولة لإخماد النيران لكن طفايات الحريق لم تسعفهم، خرجت بحلول الغروب يستعد عمال النوبتجية الصباحية لمغادرة مصنع "أبوحوا" بعد يوم عمل شاق لكن السيناريو المنشود تبدلت أحداثه بنهاية مغايرة لدى تصاعد أدخنة كثيفة وسط ارتفاع ألسنة اللهب من مخزن للبطاريات القابلة للاشتعال على مساحة 200 متر، أسرع الجميع في محاولة لإخماد النيران لكن طفايات الحريق لم تسعفهم، خرجت الأمور عن السيطرة، وبات الخيار الأوحد الاستغاثة بالحماية المدنية. لم يكد يصل "مصطفى" مقر عمله حتى أخبره أحد زملائه بمعاناته في الحضور بسبب حالة الزحام المروري بطريق قليوب؛ بادر بسؤاله عن السبب فأطلعه على خبر نشوب حريق هائل في مصنع للدراجات النارية وتوافد سيارات الإطفاء للسيطرة على الحريق الذي وصفه بالهائل حسب مقطع فيديو متداول عبر منصات السوشيال ميديا ليجيبه "مصطفى" سريعا "أيوا.. الدخان عمل سحابة سودا وأنا جاي". بالعودة إلى مدينة قليوب، وصلت 16 سيارة إطفاء موقع الحريق تحت إشراف مساعد وزير الداخلية للحماية المدنية اللواء محمد جبر، جرى تقسيمهم إلى مجموعات عمل مصغرة، يتولى قيادة كل منها ضابط بالحماية المدنية لمحاصرة ألسنة النيران والعمل على تقليل حجم الخسائر قدر المستطاع. بمرور الوقت ازدادت الأمور سوءا، امتدت النيران إلى أجزاء كبيرة من المصنع، يتابع "مصطفى" تطورات الحريق جنبا إلى جنب مع عمله، يطالع الأخبار عبر هاتفه لحظة بلحظة حتى وقعت عيناه على خبر صادم "انهيار نصف المبنى بعد مرور 5 ساعات". "يا فندم الموقف صعب محتاجين دعم" اطلع اللواء أحمد عشماوي مدير إدارة الحماية المدنية بالقليوبية مساعد وزير الداخلية على تطورات الموقف، فجاء الدعم سريعا ليصل إلى 40 سيارة إطفاء من المصلحة العامة وإداراتي الحماية المدنية بالقاهرة والجيزة وأخرى تابعة للقوات المسلحة وشركات البترول الأمر الذي أصاب الطريق الزراعي بشلل مروري. وصل الدكتور علاء عبد الحليم مرزوق، محافظ القليوبية، موقع الحريق، استمع إلى شرح سريع من قائد عملية الإطفاء الذي أخبره بأنه الحريق الأصعب طوال مسيرته العملية لا سيما وجود مواد قابلة للاشتعال تزداد معها صعوبة السيطرة على الحريق، الأمر الذي دفعهم للاستعانة بخزانات استراتيجية محملة بالرغاوي. انتصف ليل القاهرة، جمع "مصطفى" متعلقاته الشخصية واستقل سيارته في طريق العودة إلى مسكنه لكنه اختار طريقا بديلا بسبب تداعيات الحريق، لكنه رفض الخلود إلى النوم إلا عقب تفقد موقع الحريق لإرضاء قدر من الفضول يتملكه. الواحدة صباح اليوم الثلاثاء، انتهت قوات الحماية المدنية من عملية إخماد الحريق بعد 8 ساعات متواصلة واجه خلالها رجال الدفاع المدني "جحيم مصنع قليوب" على مساحة 4200 متر، لتبدأ عملية التبريد لمنع تجدده مرة أخرى أو امتداده إلى المنطقة الصناعية المجاورة. تعرض مبنى المصنع للانهيار بالكامل بعد تآكل جدرانه، وقدرت الخسائر بما يقرب من 200 مليون جنيه، وأصيب 5 أشخاص بحالات اختناق، جرى إسعافهم بموقع الحريق بواسطة سيارات الإسعاف المنتشرة. بدوره، أمر محافظ القليوبية بمراجعة جميع التراخيص للمنشآت الصناعية بمدينة قليوب للتأكد من توافر الاشتراطات الصناعية بها، في الوقت الذي أكد فيه حامد طلبة رئيس مدينة قليوب، سلامة الاشتراطات الصناعية للمصنع والتراخيص. النيابة العامة انتدبت لجنة من المعمل الجنائي للوقوف على ملابسات الحريق كاملة وأسبابه -التي رجحت حدوث ماس كهربائي- وأمرت النيابة باستدعاء صاحب المصنع لسماع أقواله حيث دلت التحريات على أنه خارج البلاد في جولة عمل بالصين.