في ظل صراعها مع الغرب تلجأ إيران عادةً إلى التلويح والتهديد الصريح بإغلاق مضيق هرمز، فقد سبق لقادة طهران أن استخدموا هذه الورقة خلال حربهم مع العراق أصبح التصعيد الإيراني وتهديد الممرات المائية مسلسلا لا تنتهي حلقاته، فلا تزال أزمة الناقلة البريطانية التي تحتجزها إيران لم تنتهِ بعد، حتى نجد طهران تعلن، اليوم الأحد، عن احتجاز ناقلة نفط في الخليج العربي، الأربعاء الماضي، دون الكشف عن الدولة التي تمتلك هذه الناقلة. الحرس الثوري الإيراني زعم أن الناقلة التي جرى توقيفها في الخليج كانت تقوم بعملية تهريب وتحمل 700 ألف لتر من الوقود المهرب، وتم الاستيلاء عليها بعد التنسيق والحكم من قبَل السلطات القضائية في جزيرة فارسي، الواقعة على الخليج العربي، وجرى نقلها إلى ميناء بوشهر جنوبإيران. وتعد جزيرة فارسي قاعدة بحرية للحرس الثوري، وهي تقع بالقرب من الجزيرة العربية التابعة للسعودية. هذه الواقعة تأتي بعد أقل من شهر على احتجاز إيران ناقلة ترفع علم بريطانيا في مضيق هرمز، ففي 19 يوليو الماضي، أعلن الحرس الثوري احتجاز ناقلة النفط البريطانية "ستينا إمبيرو" لدى عبورها مضيق هرمز، بسبب ما قال وتعد جزيرة فارسي قاعدة بحرية للحرس الثوري، وهي تقع بالقرب من الجزيرة العربية التابعة للسعودية. هذه الواقعة تأتي بعد أقل من شهر على احتجاز إيران ناقلة ترفع علم بريطانيا في مضيق هرمز، ففي 19 يوليو الماضي، أعلن الحرس الثوري احتجاز ناقلة النفط البريطانية "ستينا إمبيرو" لدى عبورها مضيق هرمز، بسبب ما قال إنه "عدم احترامها القانون البحري الدولي"، ولا يزال يحتجزها حتى الآن. وشهدت الأسابيع الماضية تصعيدا بين إيرانوبريطانيا، حيث استبعدت لندن أي عملية للتبادل أو المقايضة مع إيران، تشمل تحرير طهران ناقلة النفط البريطانية التي احتجزتها في الخليج، مقابل تحرير لندن ناقلة النفط الإيرانية الموقوفة في جبل طارق. واحتجزت قوات البحرية الملكية البريطانية ناقلة نفط إيرانية في مضيق جبل طارق قبل أيام، للاشتباه في أنها كانت متجهة إلى سوريا بما تحمله من نفط، منتهكةً بذلك عقوبات أوروبية، بحسب ال"بي بي سي". يأتي صراع الناقلات بعد فشل إيران في إغلاق مضيق هرمز، ما جعلها تلجأ إلى خيار آخر تستخدمه العصابات عادةً، وهو تهديد أمن الطاقة العالمي خلال عبور الناقلات مضيق هرمز. إيران تلجأ عادة إلى التلويح والتهديد الصريح بإغلاق مضيق هرمز، فقد سبق لقادة طهران أن استخدموا هذه الورقة خلال حربهم مع العراق، وتقريبا عند كل توتر بين إيرانوالولاياتالمتحدة في محاولات للضغط على دول الخليج، ورغم كل ذلك لم يحدث أن استطاعت وأغلقت المضيق. ومضيق هرمز معبر دولي مهم للغاية، حيث يعد أهم ممر مائي لتجارة النفط في العالم، ويحق للسفن المرور فيه دون شرط، ومن حق جميع الدول الملاحة فيه، ولا يملك أحد التحكم فيه، فوفقا للقانون الدولي، المضيق جزء من أعالي البحار، وهذا المضيق يمثل عنق زجاجة لكثير من صادرات الخليج العربي النفطية؛ لذلك فمن المحال أن يُترك للعبث تحت أي ظرف، فتأثيراته فى سوق الطاقة والاقتصاد العالمي كبيرة جدا. وكانت الولاياتالمتحدة قد اتهمت إيران بالمسؤولية عن هجومين منفصلين على ناقلات نفط في خليج عمان، وقعا خلال الشهرين الماضيين، الأمر الذي نفته طهران. عرقلة هذا الطريق الحيوي ستؤثر فى الملاحة البحرية بشكل كبير، حيث سيُؤخر وصول إمدادات الطاقة من النفط والغاز والمشتقات البترولية إلى السوق الأوروبية، لأن الناقلات سوف تضطر إلى الإبحار عن طريق رأس الرجاء الصالح، للوصول إلى السوق الأوروبية، ما سيطيل المسافة كثيرا وسوف تستهلك الناقلات المزيد من الوقود. سبق الإعلان عن احتجاز الناقلة، كشف إيران عن أنها بصدد اتخاذ خطوات جديدة بهدف تقليص التزاماتها في الاتفاق النووي الذي أبرمته مع القوى العالمية عام 2015. وهددت طهران بالانسحاب نهائيا ما لم تتوصل الأطراف المتبقية في الاتفاق إلى سبل لحماية الاقتصاد الإيراني من العقوبات الأمريكية، وفقا ل"فرانس 24". وأعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، السبت، أن بلاده بصدد اتخاذ خطوة جديدة لتقليص التزامها بالاتفاق النووي، مضيفًا: "ستنفذ الخطوة الثالثة في تقليص الالتزامات في الموقف الراهن". وتابع: "قلنا إنه إذا لم تنفذ الأطراف الأخرى الاتفاق بشكل كامل، فإن تنفيذنا سيكون بنفس النهج غير المكتمل". والشهر الماضي، هددت إيران بإعادة تشغيل أجهزة الطرد المركزي، ورفع مستوى تخصيب اليورانيوم في تجاوز لحدود الاتفاق. وتتصاعد التوترات بين إيران والغرب في منطقة الخليج، على خلفية انسحاب الولاياتالمتحدةالأمريكية من الاتفاق الدولي بشأن برنامج إيران النووي، وتكثيف الأخيرة عمليات تخصيب اليورانيوم كرد مقابل.