تمثل إعادة إعمار سوريا فرصة ذهبية للصين من أجل الوجود بقوة في البلاد بعد معاناة سنوات من الحرب، خاصة في أعقاب انسحاب القوات الأمريكية من سوريا مع انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، تسعى العديد من القوى العالمية إلى تعزيز وجودها بشكل واضح في البلاد، التي عانت على مدى 8 سنوات من الحروب والصراعات العسكرية والسياسية بمشاركة العديد من القوى والدول. الصين وهي واحدة من أهم القوى الدولية في الوقت الحالي، باتت تسعى لإيجاد موطئ قدم لها في سوريا خلال الفترة المقبلة، لا سيما بالتزامن مع استعدادها لدخول مرحلة إعادة الإعمار ما بعد الحرب وإيقاف الصراعات العسكرية الممتدة منذ سنوات طويلة في مناطق متفرقة من البلاد. وأكدت شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية، أن بكين ترى في الوضع الحالي بسوريا، فرصة للاستفادة اقتصاديا وتوسيع نفوذها في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى تعزيز مبادرتها الاستثمارية للبنية التحتية الحزام والطريق. استثمارات وتبادل عملات.. تعرف على حجم التبادل التجاري بين مصر والصين وقال مولي سالتسكوج، المحلل في مجموعة وأكدت شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية، أن بكين ترى في الوضع الحالي بسوريا، فرصة للاستفادة اقتصاديا وتوسيع نفوذها في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى تعزيز مبادرتها الاستثمارية للبنية التحتية الحزام والطريق. استثمارات وتبادل عملات.. تعرف على حجم التبادل التجاري بين مصر والصين وقال مولي سالتسكوج، المحلل في مجموعة "صوفان" للخدمات الاستخباراتية والأمنية الاستراتيجية: "بما أن الولاياتالمتحدة تسحب قواتها، فإن الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة أبدتا القليل من الاهتمام بدعم الأسد وقيادة جهود إعادة بناء سوريا.. ولذلك فإن الصين تواجه منافسة ضئيلة في سوريا لتحقيق خططها". ومع انسحاب القوات الأمريكية بأمر من الرئيس دونالد ترامب نهاية العام الماضي، تحولت الأضواء إلى الدول الأخرى ذات المصالح الاستراتيجية في سوريا. وقالت الشبكة الأمريكية، إنه "بينما يشير الخبراء والمشرعون إلى أن الانسحاب الأمريكي قد يعزز أيدي روسيا وإيران، شركاء الرئيس السوري بشار الأسد، فقد أبرز آخرون دور الصين المحتمل في السنوات المقبلة". وقال سالتسكوج إنه مع تضاؤل نفوذ الولاياتالمتحدة في المنطقة، تُمنح الصين فرصة لزيادة وجودها الاقتصادي في سوريا. ووفقًا لتقديرات الأممالمتحدة، فإن إعادة بناء سوريا بعد سنوات الحرب سيتكلف نحو 250 مليار دولار، ونظرًا لأن إدارة الأسد تواجه ضغوطًا اقتصادية متنامية بسبب العقوبات الأمريكية والحرب، فمن المحتمل أن تبحث عن مزيد من الدعم، والصين تبدو مستعدة دومًا لتقديم يد المساعدة. الصين تستثمر 64 مليار دولار في «الحزام والطريق» خلال 3 سنوات وبرزت الصين صاحبة ثاني أكبر اقتصاد في العالم بالفعل كمنافسة واضحة على تولي زمام المبادرة في إعادة الإعمار بعد الحرب، وذلك حتى قبل أن ينتهي الصراع السياسي، حيث تزعمت في عام 2017 مبادرة حول مشاريع إعادة الإعمار السورية في بكين، وتعهدت الصين بملياري دولار لإنشاء منطقة صناعية في سوريا. وقالت بوني جلاسر، مستشارة آسيا البارزة في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن: "من مصلحة الصين أن تدخل سوريا أولًا اقتصاديا، وأن ينظر إليها على أنها مساهمة في الاقتصاد الكلي". وأضافت: "هذا يمكن أن يخلق مشاعر ومواقف أكثر إيجابية تجاه الصين، وهو ما يمكن ترجمته في النهاية إلى مزيد من النفوذ الصيني في المنطقة". وبدا من المرجح أن تستفيد بكين من دورها في إعادة إعمار سوريا لتعزيز مبادرة الحزام والطرق، كما قال سالتسكوج، حيث أكد المحلل في مجموعة "صوفان"، إنه يمكن أن تصبح سوريا لاعبًا حاسمًا في المبادرة. وقال خبراء إن ميناء طرطوس السوري يمثل نقطة محتملة بالنسبة للصين في المبادرة، كما أكد بيان صدر عام 2018 من السفارة الصينية في دمشق أهمية الميناء للتنمية الاقتصادية. الصين تُنعش القارة السمراء باستثماراتها.. وإسقاط الديون فرصة ذهبية لإفريقيا وبخلاف جهود الإعمار ذات الطابع الدبلوماسي والسياسي، اتخذت بعض الشركات الصينية زمام المبادرة بشكل فعلي، حيث أفادت تقارير إعلامية أن شركتي السيارات الصينية جيلي وتشانجان قد أقامتا شراكة مع مؤسسات سورية لتصنيع المركبات، ومن المقرر أن ينتج مصنعها في حمص علامتي السيارات كلتيهما.