20 دقيقة تتعامد الشمس على تمثال رمسيس الثانى.. وخبراء الآثار والفلك ظاهرة حيرت العالم.. وعالم مصرى تفوق على العقل الفرنسي والإيطالي في إنقاذ المعبد من الغرق مع دقات الساعة 6:20 دقيقة صباح غدٍ الجمعة، تتجه أنظار العالم أجمع صوب مدينة أبو سمبل السياحية جنوبأسوان، لمتابعة واحدة من أشهر الظواهر الفلكية الفريدة التي يتكرر حدوثها مرتين كل عام، إحداهما يوم 22 فبراير والأخرى في 22 أكتوبر، إذ تتعامد الشمس على وجه تمثال الملك رمسيس الثاني بمعبده الكبير في مدينة أبوسمبل، إذ يملأ النور قسمات وجه الملك الفرعوني داخل حجرته في قدس الأقداس، ثم يتكاثر شعاع الشمس بسرعة مكونا حزمة من الضوء تضيء وجوه التماثيل الأربعة داخل قدس الأقداس، وهى تماثيل الآلهة أمون ورع وحور وبيتاح التي قدسها وعبدها المصري القديم. قال أحمد صالح، خبير الآثار بمنطقة أسوان والنوبة، إن الظاهرة الفلكية الفريدة لا تزال لغزا حير علماء الآثار والفلك حتى الآن، متسائلا: كيف نجح القدماء المصريون فى تحديد وحساب موعد تعامد الشمس قبل نحت المعبد، الأمر الذى سيحتاج عشرات السنين في البحث والدراسة لمحاولة الوصول إلى هذا اللغز المحير والكشف عن قال أحمد صالح، خبير الآثار بمنطقة أسوان والنوبة، إن الظاهرة الفلكية الفريدة لا تزال لغزا حير علماء الآثار والفلك حتى الآن، متسائلا: كيف نجح القدماء المصريون فى تحديد وحساب موعد تعامد الشمس قبل نحت المعبد، الأمر الذى سيحتاج عشرات السنين في البحث والدراسة لمحاولة الوصول إلى هذا اللغز المحير والكشف عن شفرته. وأضاف صالح، أن الأمر لم يتوقف فقط على الظاهرة الفلكية، لكن مهارة الإنشاء ووضع المعبد فى زاوية انحراف محددة لاستقبال شعاع الشمس بهذه الكيفية لضمان وصول ضوء الشمس لتتعامد على تمثال رمسيس الثانى داخل حجرة قدس الأقداس. وأضاف أن الظاهرة تحدث بتعامد شعاع الشمس على تمثال الملك رمسيس الثانى وتماثيل الآلهة (أمون ورع حور وبيتاح ) لتخترق الشمس صالات معبد رمسيس الثانى التى ترتفع بطول 60 مترا داخل قدس الأقداس، كما أن تلك الظاهرة والمعجزة الفلكية كانت لاعتقاد عند المصريين القدماء بوجود علاقة بين الملك رمسيس الثانى والآلهة رع إله الشمس عند القدماء المصريين. وأكد عبد المنعم سعيد مدير عام آثار أسوان والنوبة، أن معبد أبوسمبل الذى نحتفى به الآن، كان أحد معابد النوبة التى تم إنقاذها من الغرق، بجهود الحملة الدولية التى تبنتها اليونسكو فى الستينيات من القرن الماضى إبان إنشاء مشروع السد العالي. التي استجابت لها 51 دولة لتتحد شعوب هذه الدول لإنقاذ روائع من العقل البشرى في معابد أبوسمبل. وقال سعيد، إن تكلفة أعمال الإنقاذ بلغت وقتها 36 مليون دولار، واحتفلت مصر عام 1968 بالانتهاء من أعمال إنقاذ معابد أبو سمبل، بحضور الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وشهدها أكثر من 3 آلاف شخص من مختلف دول العالم من المشاركين في مراحل إنقاذ المعبد، حيث تمت إزاحة الستار عن اللوحة التذكارية لإنقاذ المعبدين من الغرق اعتزازا بالتضامن الدولي لإنقاذ تراث إنسانى فريد بالتعاون مع هيئة اليونسكو. وأرجع سعيد، الفضل فى فكرة نقل وإنقاذ المعبد للعالم النحات المصري الدكتور أحمد عثمان، عميد كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية، فى تبنيه فكرة سيناريو نقل معبد أبو سمبل من موقعه القديم ببحيرة ناصر، إلى موقع بديل بارتفاع أعلى فى مواجهة بحيرة ناصر. وأكد سعيد، أن فرنسا في البداية تقدمت بمقترح بنقل معبد أبو سمبل من خلال قطع الجبلين المنحوت عليهم التماثيل ونقلهم بشكل كامل، إلا أن هذا الاقتراح رفض لصعوبة نقل هذه الأوزان، كما تقدمت إيطاليا باقتراح بعمل بلورة زجاج تحيط به من الماء ويتمكن الزائر من زيارته عبر أنبوبة تحت الماء، إلا أنه تم رفض الاقتراح أيضا. وأوضح أنه تمت الموافقة على اقتراح النحات المصري، وبالفعل تم قطع التماثيل إلى كتل حجرية بشكل معين وترقيمها، وعند نقل المعبد تم تشييد القطع بشكل عكسى حيث تم البدء فى تشييد قطع حجرة قدس الأقداس لتنتهي بتشييد صرح المعبد ليظهر لنا بهذا الشكل الآن. فى سياق متصل كشف محافظ أسوان اللواء أحمد إبراهيم، انتهاء كل التحضيرات، لاستقبال الحدث التاريخي الأبرز لتعامد الشمس على وجه تمثال الملك رمسيس الثانى بمعبده الكبير بمدينة أبوسمبل السياحية جنوبأسوان، غدا الجمعة، وسط حضور رسمي من الدولة يمثله 7 وزراء ونحو 30 سفير دولة بالقاهرة. وشدد على الأجهزة الأمنية ضرورة اليقظة التامة لمواجهة أى طوارئ، وكلف المحافظ مسئولى الآثار بزيادة عدد عربات الجولف، لاستيعاب حركة دخول وخروج السائحين والزوار لساحة معبدى أبو سمبل، وبخاصة لكبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة.