حالة من الجدل خلقها فيلم الضيف بالشارع المصري، وفي القلب منه المثقفون، الذين أدلوا بآرائهم عن العمل، وكانت لهم تعليقات متنوعة، خاصة حول انتقادات رجال دين للفيلم أسامة.. شاب يحل ضيفًا على العشاء لدى أسرة المفكر والدكتور يحيى حسين التيجاني، بدعوة من ابنته التي تحب الفتى، الذي لم يحضر إلى منزلهم من أجل تناول وجبة ساخنة مع حبيبته وأسرتها، ولكن كان له غرض آخر، اتضح عندما دخل في سلسلة من النقاشات مع الدكتور حول الدين الإسلامي، مثل خلع الحجاب وغيرها.. هذه قصة فيلم «الضيف»، الذى أثار حالة من الجدل فور عرضه فى السينمات، وتعرض لانتقادات من جانب رجال الدين، ومن بينهم الشيخ خالد الجندي، الذي هاجم صناع العمل واتهم العمل بتحريف القرآن. تواصلنا في «التحرير» مع عدد من المثقفين لأخذ آرائهم حول ما قدمه الكاتب والصحفي إبراهيم عيسى والمخرج هادي الباجوري في هذه الفيلم الجريء. مكيوي: شخصية الدكتور تشبه إبراهيم عيسى الكاتب الصحفي والناقد آدم مكيوي قال إن لديه عددا من الملاحظات على العمل، منها الإيجابي وأخرى سلبية، لافتًا تواصلنا في «التحرير» مع عدد من المثقفين لأخذ آرائهم حول ما قدمه الكاتب والصحفي إبراهيم عيسى والمخرج هادي الباجوري في هذه الفيلم الجريء. مكيوي: شخصية الدكتور تشبه إبراهيم عيسى الكاتب الصحفي والناقد آدم مكيوي قال إن لديه عددا من الملاحظات على العمل، منها الإيجابي وأخرى سلبية، لافتًا إلى أنه حينما رأى العمل تذكر فورا الفيلم الأمريكي «خمن من سيأتي للعشاء الليلة»، فهو يدور حول نفس الفكرة. «مكيوي» يرى أن الفنان خالد الصاوي يجسد في الفيلم، إبراهيم عيسي بأفكاره وحتى سماته الشخصية، مثل سكنه فى فيلا بعيدا عن الناس، وتشجيعه فريق ريال مدريد الإسباني، وحبه للأسطوانات القديمة، معقبًا: «الاختلاف الوحيد بين الصاوي وعيسى في البُهارات الدرامية». بداية العمل كانت جيدة، يقول «مكيوي»، لكن بعد التعمق فى الشخصيات، ومع زيادة حدة المناقشة بين أحمد مالك وخالد الصاوي، سقط الفيلم فى فخ الملل، بحسب رأيه، وتحول إلى برنامج بين سلفي وإسلامي إصلاحي، لكنه عاد ليؤكد أن النقاش لم يكن مفتعلا، وأن إبراهيم عيسي صاغ الحوار بذكاء، إلا أن المشكلة الوحيدة كونه مكثفًا، وأراد عيسى أن يقول للجمهور إنه يحب النموذج الذي يجسده خالد الصاوي. جمال فهمي: أفكار الفيلم بالغة الخطورة الكاتب الصحفي جمال فهمي وصف الفيلم بالجيد، رغم طبيعة الفكرة الصعبة، قائلًا: «عمل فيلم بعدد محدود من الأشخاص، فى موقع تصوير واحد، تحدٍّ كبير»، منوهًا بأن الأفكار التى قدمها عيسى بالغة الخطورة والأهمية، مثنيًا على شجاعته في نقلها إلى وسيلة جماهيرية مثل السينما، حيث نجح فى اختبار شديد القسوة، وقدم عملا فنيا راقيا. فهمي ليس لديه اعتراض على ما قدمه إبراهيم عيسى، ويوافق على كل الأفكار التى طرحت بالعمل، معقبًا، في رد على مهاجمي الفيلم: «أما رموز التجارة فى الدين فهذه آراؤهم وهم أحرار فيها». طارق الشناوي: صُنَّاعه لم يراهنوا على المكسب أيد الناقد طارق الشناوي الآراء السابقة، مشيرا إلى أن «الضيف» فيلم يحسب لصناعه، الذين لم يراهنوا على المكسب المادي، وإنما على صناعة سينما وفن، مبيّنا أن فكرة الفيلم رائعة، وأن عيسى طرح الفكر الديني بشكل جديد فى السينما. يمتلك عيسى حضورا مميزا فى مختلف المجالات، يجعل من يقترب منه يدور فى فلكه إذا لم يكن لديه قوته الداخلية، حسبما يقول «الشناوي»، الذي نوه بأن تلك المغناطيسية تسيطر على أعماله، وظهرت فى فيلم «مولانا»، بجانب فيلم الضيف، الذي حاول فيه الفنان عمرو سعد أن يفلت بنفسه من هذا التأثير، لكنه لم يبتعد كثيرا. يقول البعض إن من يقتنع بأفكار عيسى سيحب الفيلم والعكس صحيح، لكن الشناوي لا يتصور ذلك، فهو يحب إبراهيم الإنسان، ولديه قناعة تامة بأن الحجاب ليس فريضة، ورغم ذلك، وجد الفيلم لا يمتلك على الشاشة مصداقية. فريدة الشوباشي: الفيلم ثارعلى نقاط الضعف بالمجتمع بينما رأت الكاتبة فريدة الشوباشي أن الفيلم ثار على نقاط الضعف الموجودة في المجتمع المصري، وفتح الباب للنقاش، وهذا أفضل ما قدمه عيسى فى العمل، الذي أثنت عليه، ووصفته بالرائع، فتقول: «لو بيدي الأمر لدرسته لطلاب المدارس»، ثم عقبت على هجوم خالد الجندى على الفيلم، قائلة: «العمل ضد تسلط أمثاله على الإسلام». خالد منتصر: هل الإرهاب صاحب بيت؟ أيضا الدكتور خالد منتصر اتفق مع ما سبق، وبين أن الفيلم جريء، نجح فيه إبراهيم عيسى أن يقدم الفكرة بسلاسة، واصفا إياه بالمقاتل، ثم طرح سؤالا: «هل الإرهاب بعد أن كان ضيفا صار صاحب بيت؟».