مورينيو ليس أكثر من ضحية للإرث الكروي الذي تسلمه من فان جال ومويس.. فغروره اصطدم بواقع تطور الكرة بعدما رحل مطرودًا للمرة الثانية على التوالي أتى محمولًا على الأعناق رافعًا بغروره رايات النصر الزائفة، أحدث ضجته المعتادة، "أنا سبيشيال وان، أنا من فرضت سطوتي على الكرة الإنجليزية بتشيلسي الذي تعود أمجاده لخمسينيات القرن الماضي، أنا من ركعت القارة الأوروبية ببورتو، أنا من أخرست الكامب نو في عز سطوة برشلونة بالإنتر، فكيف لا أستطيع إعادة هيبة مانشستر يونايتد بعد سنوات من الظلام تحت قيادة مويس وفان جال"، ولكن غروره اصطدم بواقع تطور الكرة وأن حافلته لم تعد إلا أضحوكة يعبث بها صغار القوم قبل كبارهم، راحلًا كما أتى، مطرودًا للمرة الثانية على التوالي. ويحتفل اليوم السبت، «سبيشيال وان» بعيد ميلاده ال56، حيث إنه ولد في ال26 من يناير لعام 1963.. وفيما يلي نستعرض كيف تعطلت مسيرته التدريبية على يد مانشستر يونايتد؟ عمت الأفراح مدينة مانشستر يوم 27 مايو من عام 2016، أخيرًا انتهت حقبة فان جال، وأتى الإعلان الرسمي بوصول "سبيشيال وان" على رأس ويحتفل اليوم السبت، «سبيشيال وان» بعيد ميلاده ال56، حيث إنه ولد في ال26 من يناير لعام 1963.. وفيما يلي نستعرض كيف تعطلت مسيرته التدريبية على يد مانشستر يونايتد؟ عمت الأفراح مدينة مانشستر يوم 27 مايو من عام 2016، أخيرًا انتهت حقبة فان جال، وأتى الإعلان الرسمي بوصول "سبيشيال وان" على رأس القيادة الفنية لليونايتد، وكان لسان حال جماهير مانشستر يونايتد لباقي الفرق "تذكروا هذا التاريخ جيدًا، اليوم فقط سيستيقظ الوحش الذي اعتاد على بث الرعب في كل نفوس الفرق الإنجليزية". كانت البداية مبشرة للغاية، مانشستر يونايتد بطلًا للدرع الخيرية، مانشستر يونايتد يستهل الموسم بفوز خارج ميدانه 3-1 على بورنموث، نعم كبير إنجلترا في طريقه للعودة، ولكن ماذا يحدث؟ اليونايتد يخسر الديربي في الأولد ترافورد أمام مانشستر سيتي، مرة أخرى مورينيو لا يجد حيلة أمام جوارديولا، لا يهم لكل جواد كبوة، ولكن ماذا يحدث مجددًا؟ مورينيو يخسر في أول زيارة له لتشيلسي برباعية نظيفة. الأمر أصبح واضحًا، مورينيو لا يملك القوة للمنافسة في الدوري وقرر الذهاب في الطريق الأسهل للتأهل إلى دوري أبطال أوروبا، "سأفتك بلقب الدوري الأوروبي من أنياب سانت إتيان وأياكس وأقول للجميع إنني أعيد ترتيب البيت، ولن يهتم أحد فأنا تأهلت إلى دوري الأبطال، ومن المعروف أن مورينيو يتوج بالألقاب في الموسم الثاني". حصاد الموسم الأول في موسم مورينيو الأول، تولى أنطونيو كونتي تدريب تشيلسي وحينها كان البلوز أنهى الموسم السابق في المركز العاشر بسبب نتائج مورينيو الكارثية مع البلوز حينها وهو ما تسبب في إقالته، ولكن سرعان ما ترك كونتي بصمته مع الفريق وغير أسلوب اللعب معتمدًا على 3 لاعبين في خط الدفاع، مربكًا فرق الدوري بذلك الأسلوب غير المعتاد وقتها، ليتوج بلقب الدوري في موسمه الأول، وعلى الجانب الآخر، خرج جوارديولا من الموسم خالي الوفاض دون التتويج بأي لقب، وكذلك الحال مع يورجين كلوب رفقة ليفربول، وبالتالي لم تكن البداية سيئة بالنسبة للمدرب البرتغالي الذي توج بثلاثة ألقاب، نعم ليست من الألقاب الكبرى، ولكنها بداية يمكن البناء عليها. وعلى الرغم من خروج بيب جوارديولا بدون التتويج بأي لقب في ذلك الموسم، فإنه بدأ في تشكيل هوية واضحة للفريق وأسلوب لعب من خلال التعاقد مع مجموعة من اللاعبين القادرين على تطبيق فكره من إلكاي جندوجان وليروي ساني وجابريل خيسوس وجون ستونز، وكذلك الحال مع يورجين كلوب الذي تعاقد مع كل من ساديو ماني وجيورجينو فينالدوم وبدأ في تشكيل الفريق الذي سيعتمد عليه في المستقبل. وبدوره تعاقد مورينيو مع كل من زلاتان إبراهيموفيتش وهنريك مخيتاريان وبول بوجبا وإيريك بايلي، ورحل اثنان منهما بالفعل وافتعل مشكلة مع بوجبا، ولم يستطع البناء على ما قدمه في ذلك الموسم. انتظرت جماهير مانشستر يونايتد سحر مورينيو المعتاد في الموسم الثاني، نعم الفريق بدأ بسلسلة من الانتصارات، ولكن ماذا عسى مورينيو أن يفعل أمام مانشستر سيتي الذي لا يتعثر، ماذا عساه أن يفعل أمام الملايين التي يضخها جوارديولا في السيتي. ولكنه ودع دوري أبطال أوروبا على يد إشبيلية من دور ال16 بالخسارة في ملعب الأولد ترافورد، هنا شعر البرتغالي بالحيرة، فجوارديولا وأمواله ليس لهما شأن في تلك الهزيمة، كما أنه لم يخسر أمام فريق ينفق ببذخ، ولكن لا يهم الاسبيشيال وان فحججه لا تنتهي، "هل تعلمون ما هو الإرث الكروي يا من تدعون فهم كرة القدم؟ أنا تسلمت فريقا لم يتأهل لدوري أبطال أوروبا في النسخة السابقة وودع دوري الأبطال في 2015 من دور المجموعات، ولم يتأهل لدوري الأبطال قبلها، هذا هو الإرث الذي تسلمته". مورينيو لا يخطئ أبدا فهو ليس أكثر من ضحية للإرث الكروي الذي تسلمه من فان جال ومويس، إذن فهل بعد موسمين سنرى أخيرًا بصمة البرتغالي في الشياطين الحمر؟ حصاد الموسم الثاني في ذلك الموسم، أظهر جوارديولا أنه كان من يعيد ترتيب البيت حقًا في مانشستر سيتي الموسم السابق وليس مورينيو مع اليونايتد، بعدما توج المدرب الإسباني مع الفريق بلقب الدوري الإنجليزي محطمًا كل الأرقام القياسية، ومثله كلوب الذي تعاقد مع نجم المنتخب الوطني محمد صلاح والمدافع الهولندي فيرجيل فان ديك، وبدأ تأثيره في الظهور بالوصول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، في الوقت الذي لم يظهر فيه مورينيو بصمة واضحة، وكانت البصمة الأبرز التي تركها في الفريق هي تقوية خط الدفاع، حتى أصبح من الصعب للغاية تسجيل هدف في شباك مانشستر يونايتد، ولكنه سرعان ما فقد تلك الميزة الموسم الجاري. وعلى الرغم من خسارة ليفربول أهم لاعبيه فيليب كوتينيو، فإن كلوب خلق الهوية التي يريدها، وغير من شكل الفريق فبدلًا من الاعتماد على كوتينيو، بات الفريق يملك ثلاثيا هجوميا يعد من بين الأفضل في القارة الأوروبية، ولم تشعر جماهير الريدز برحيل كوتينيو، وبدوره تعاقد مورينيو مع روميلو لوكاكو وأليكسيس سانشيز ونيمانيا ماتيتش وفيكتور ليندلوف، إلا أنه لم يطور من مستوى أي لاعب منهم، وللموسم الثاني فشل في خلق هوية وبناء فريق، على عكس كلوب وجوارديولا. قبل بداية الموسم الجاري أعلنها بوضوح: "أنا لست مسؤولًا عن نتائج الفريق هذا الموسم، الإدارة لا تلبي احتياجاتي"، مهد مورينيو الطريق جيدًا للنفق المظلم الذي سيدخله اليونايتد. مانشستر يونايتد لم يتوج بأي لقب في موسم 2017- 2018، ويبدو أن موسمين ليسا بالكفاية ليعيد مورينيو ترتيب البيت، الإدارة لا تلبي احتياجاته، اللاعبون يفتقدون للعقلية الانتصارية والرغبة في القتال من أجل الفريق، نجم الفريق لا يركز في المباريات ويركز فقط في شعره، الكل يتحالف ضد مورينيو، والمدرب البرتغالي بغروره المعتاد لم يرتكب أي خطأ. انتبهت إدارة مانشستر يونايتد لكل ما يحدث، فأقل نسبة انتصارات حققها مورينيو في تاريخه التدريبي كانت مع مانشستر يونايتد بنسبة 58,3%، انتبهت أن الداهية البرتغالي توقف الزمن لديه، لا يطور أي شيء، لم يعد لديه أي إبداع في مواجهة أفكار جوارديولا وكلوب، لا يملك سوى خطة الحافلة التي لم يعد حتى يجيدها، أدركت أن غرور سبيشيال وان أصبح أكبر من أن تتحمله. أعلنت إدارة مانشستر يونايتد يوم 18 ديسمبر رحيل جوزيه مورينيو، وذلك بعدما أقيل البرتغالي من تدريب تشيلسي يوم 17 ديسمبر من عام 2015 بسبب ضعف النتائج ومنافسة تشيلسي على تفادي الهبوط. حصاد الموسم الثالث لا يمكن أن تكون حجة مورينيو هي عدم التعاقد مع لاعبين، فتوتنهام لم يتعاقد مع أي صفقة بسبب بناء ملعبه الجديد، ومع ذلك ينافس بقوة في الدوري الإنجليزي، وتأهل إلى دور ال16 في دوري أبطال أوروبا، بعدما خرج من مجموعة الموت التي كانت تضم كلا من إنتر وبرشلونة، أما جوارديولا وكلوب فيجنيان ثمار الموسمين السابقين، فهما في سباق ثنائي عنيف على التتويج بلقب الدوري الإنجليزي.