«حلوة يابلدي»، «أحسن ناس»، «سالمة يا سلامة».. الكثير من الأغاني التي عشقناها من داليدا، والتي قدمتها بصوت مليء بالحياة، دخل قلوبنا جميعا، لكنها كانت تخفي خلفها معاناتها. «سامحوني الحياة لم تعد تحتمل»، بهذه الجملة القصيرة، ودعتنا الفنانة يولاندا كريستينا جيجليوتي، الشهيرة ب"داليدا"، بعدما قررت أن تنهي حياتها بجرعة زائدة من الأقراص المهدئة، لتدفن في مقابر المشاهير "Cimetiere de Montmartre" بباريس، وتم أقامة ميدان بإسمها في فرنسا وبه تمثال لها، أعمال عديدة خلدت اسم "داليدا"، ولاقت رواجاً حول العالم، مما جعل جوجل العالمي يحتفي بذكراها، ورغم أن داليدا لم تقدم سوى أغاني قليلة باللهجة المصرية، إلا أن حب المصريين لها باقي ليومنا هذا، خاصة أنها خاضت مشوارا طويلا من الكفاح حتى تصل لحلمها. ولدت داليدا في شبرا لأبوين من المهاجرين، وتعود أصولهما إلى جزيرة كالابريا في جنوبإيطاليا، وقد بدأت حياتها كسكرتيره، ثم شاركت في مسابقة ملكة جمال مصر عام 1951، وفازت باللقب، ما فتح أمامها أبواب الشهرة، فجاءتها فرص للمشاركة في أعمال سينمائية، قبل أن يكتشفها منتج أفلام فرنسي، كان السبب فى ولدت داليدا في شبرا لأبوين من المهاجرين، وتعود أصولهما إلى جزيرة كالابريا في جنوبإيطاليا، وقد بدأت حياتها كسكرتيره، ثم شاركت في مسابقة ملكة جمال مصر عام 1951، وفازت باللقب، ما فتح أمامها أبواب الشهرة، فجاءتها فرص للمشاركة في أعمال سينمائية، قبل أن يكتشفها منتج أفلام فرنسي، كان السبب فى أن تغير اسمها إلى داليدا. داليدا كانت تحلم بالسفر إلى باريس للتمثيل، ورغم أن أسرتها كانت معترضة على تلك الخطوة، إلا أنها قررت أن تسير نحو تحقيق حلمها بمفردها، وفعلت هذا عام 1954، فقد استقلت الطائرة واتجهت إلى وجهتها التي حلمت بها. دخول عامل التمثيل بالنسبة ل «داليدا» لم يكن بالأمر السهل الذي تخيلته، وكان يستلزم منها العديد من المهارات، لذلك بدأت تأخذ دروساً في التمثيل، وقررت أن تتعلم الغناء، ووقتها تم اختيارها لتقدم عروض الشانزليزيه، ومن هنا تعرف الجمهور الفرنسي عليها ولقبوها ب «ثورة الأغنية الفرنسيّة». انطلقت في عام الغناء من تلك النقطة، وأطلقت أغنيتها المنفردة الأولى Madonna، ثم أغنية Bambino التي حققت نجاحا كبيرا وكانت نقلة حقيقية في مشوار داليدا، وبدأت تقيم العديد من الحفلات ويتصدر اسمها عناوين المجلات، وحصلت عام 1958 على جائزة أوسكار من تقديم الإذاعة الإيطاليّة Monte-Carlo وحقّقت الفوز بها مجدّدا على مدّى سبع سنوات متتالية. هذا النجاح لم ينس داليدا حياتها الزوجية والعائلية، ولا البحث عن الحب، فتزوجت من الممثل لوسيان موريس عام 1961، وأُقيم حفل الزفاف في باريس، حيثُ دعت عائلتها للقدوم إلى العاصمة الفرنسية، ولم تقض داليدا شهر العسل حيث بدأت جولة موسيقية، لكن إنهاك الثنائي في العمل جعلهما يتغافلان عن حياتهما، ولم تعد مشاعر الحب التي بدآ بها حياتهما موجودة. كانت داليدا تبحث عن الحب، وفي مدينة «كان» تعرفت خلال أحد الفعاليات على جان سوبيسكي، ووقعت في غرامه من النظرة الأولى، وهو الشعور الذي كان متبادلا بين الثنائي، وقررت أن تنفصل عن زوجها من أجل أن تبقى مع حبيبها «جان»، لكنها سرعان ما انفصلت عنه هو الآخر بحثاً عن حريتها. تخلى الحظ عن المطربة، ففي عام 1966 قرّرت شركة التّسجيل الإيطاليّة RCA المشاركة في مسابقة للأغاني، بأغنية لداليدا يكتبها ويلحنها مؤلف شاب، ولم يكن مشهورا وقتها يدعي لويجي تانكو، وخلال عمل الثنائي على الأغنية وقعا في الحب، وقررا أن يعلنا عن زواجهما خلال الاحتفالية، إلا أن الأمر لم يسرِ كما كانا يخططان، فقد خسر الثنائي المسابقة، وكان «لويجي» سكران، فقام بالتشكيك في نزاهة الحفل، ولجنة التحكيم، وبعدها أقدم على الانتحار، الأمر الذي دفع داليدا إلى الانتحار، فهي لم تستطع أن تقاوم ماحدث لها في حياتها من مآسٍ ووحدة، ولم تترك للعالم سوى كلماتها الأخيرة «سامحوني الحياة لم تعد تحتمل». داليدا كانت تحب مصر وقدمت العديد من الأغاني الشهيرة التي ظل الجمهور متعلقاً بها حتى الآن، منها «سالمة ياسلامة»، «حلوة يابلدي»، و«أحسن ناس»، و«جميل الصورة»، و«يلا بينا يلا»، وكان لها مكانتها فى قلوب جمهورها فى الدول العربية، حتى أن حفلاتها كانت ترفع شعار كامل العدد دائما.