عدوى الحصبة تتركز في مجتمعات متشددة داخل القدس ترفض التطعيم، حيث وصل تعداد المصابين حسب الصحة الإسرائيلية 1400 حالة منذ بداية التفشي في شهر مارس. سيطرت حالة من الفزع الشديد على المجتمع الإسرائيلي بعد تفشي وباء الحصبة بين معظم المناطق السكنية، مخلفًا آلاف المصابين أغلبهم يسكنون بالأحياء التي يقطنها اليهود المتشددون في مدينة القدسالمحتلة والمستوطنات، حيث سجلت نحو 60% من الحالات المصابة، لكن ما زاد من غليان الشارع الإسرائيلي هو وصول العدوى إلى المدارس، ما نتج عنها وفاة طفل رضيع، الأمر الذي دفع وسائل الإعلام العبرية إلى صب جام غضبها على حكومة بنيامين نتنياهو، متهمة إياها بالتقصير في توفير العلاج اللازم للمصابين. وفي هذا الصدد، أعلنت السلطات المحلية في القدس عن إصابة عدد من الطلاب بمرض الحصبة في منطقة أشدود، إضافة إلى وفاة طفل يبلغ من العمر 18 شهرا لعدم حصوله على التطعيم. مسؤول في وزارة الصحة الإسرائيلية قال: إن "السلطات تدرس منع الأطفال الذين لا يحصلون على تطعيم الحصبة من الالتحاق بالمدارس"، حسب المصدر. فيما أما عضوة الكنيست يويليا منكوفسكي -حزب البيت اليهودي- فشنت هجوما حادًا على الحاخامات، لأنهم لم يناشدوا المصابين لتلقي تطعيم. ووفقا لموقع "كيكار هشبات" العبري، المقرب من اليهود الأرثوذكس، فإن أصل امتناع الآباء عن تحصين أطفالهم، يعود إلى فتوى أصدرها كبار الحاخامات في 2010، تتعلق بالتطعيم ضد مرض إنفلونزا الخنازير، الذي ظهر في 2009. وأوضح الموقع أن الحاخامات أفتوا بأن الذين ماتوا بسببها لم يكونوا ليبقوا أحياء لو كانوا مطعمين ضدها، لذلك لا يتوجب التطعيم، ومن هنا اعتمد اليهود الأرثوذكس هذه الفتوى للامتناع عن تطعيم أطفالهم ضد مرض الحصبة، حسب "صوت الشعب الإسرائيلي". بينما ذكر اتحاد طب الأطفال الإسرائيلي أن الوزارة تتجه إلى استخدام الأنظمة الإدارية التي تسمح بإلزام المواطنين بتلقي تطعيم كما في الماضي، خاصة بعد زيادة عدد حالات الإصابة بالحصبة خلال الأشهر الأخيرة.