منذ تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منصبه، العام الماضي، انسحبت الولاياتالمتحدة من العديد من الاتفاقيات الثنائية والدولية، آخرها قرار الانسحاب من اتفاق نووي مع روسيا. تبنى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، شعار "أمريكا أولًا" في سياسته الخارجية، وهو ما ظهر جليًا في العديد من قراراته، ففي أغسطس من العام الماضي، أبلغت الولاياتالمتحدة، انسحابها من اتفاق باريس للمناخ، وفي مايو الماضي، أعلن ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني، وما زال ترامب مستمرًا في سحب بلاده من الاتفاقات الثنائية والدولية، حيث أعلن أمس السبت أن الولاياتالمتحدة من المقرر أن تنسحب من معاهدة القوى النووية متوسطة المدى مع روسيا، وهو اتفاق أبرم منذ عقود ولم يكن ترامب راضيًا عنه. ونقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية عن ترامب قوله إن "روسيا انتهكت الاتفاق منذ سنوات عديدة"، مضيفًا: "لا أعرف لماذا لم يتفاوض أوباما حول شروط المعاهدة أو انسحب منها، لكننا لن ندعهم ينتهكون المعاهدة، ويطورون أسلحتهم، في الوقت الذي لا يُسمح لنا بذلك".وقال: "نحن الذين بقينا في الاتفاقية واحترمنا نصوصها، لكن ونقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية عن ترامب قوله إن "روسيا انتهكت الاتفاق منذ سنوات عديدة"، مضيفًا: "لا أعرف لماذا لم يتفاوض أوباما حول شروط المعاهدة أو انسحب منها، لكننا لن ندعهم ينتهكون المعاهدة، ويطورون أسلحتهم، في الوقت الذي لا يُسمح لنا بذلك". وقال: "نحن الذين بقينا في الاتفاقية واحترمنا نصوصها، لكن روسيا لم تحترم نصوص الاتفاقية للأسف، لذلك سنتوقف، سننسحب من هذه المعاهدة". ما معاهدة القوى النووية متوسطة المدى؟ وقعت المعاهدة في ديسمبر عام 1987، بواسطة كل من الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان، ورئيس الاتحاد السوفييتي السابق ميخائيل جورباتشوف. وأجبرت المعاهدة التي دخلت حيز التنفيذ في الأول من يونيو عام 1988، كلا البلدين على التخلى عن الصواريخ الباليستية الأرضية والتي يتراوح مداها بين 500 إلى ألف كيلومتر، حيث دمرت البلدين 2692 صاروخًا. ترامب: سأنسحب من معاهدة السلاح النووي مع روسيا وأشارت الشبكة الأمريكية إلى أن المعاهدة وفرت غطاء حماية لحلفاء أمريكا الأوروبيين، ووضعت حدا لسباق التسلح بين الدولتين خلال الحرب الباردة. وأوضح جون كيربي، المحلل العسكري والدبلوماسي أن "حلفاءنا الأوروبيين في الوقت الحالي ليسوا سعداء للغاية بسبب نية ترامب الانسحاب من المعاهدة". لماذا تنسحب الولاياتالمتحدة من الاتفاق الآن؟ قالت إدارة ترامب أكثر من مرة إن روسيا انتهكت المعاهدة، وكانت إدارة أوباما قد اتهمت روسيا بانتهاك بنود الاتفاقية، ففي 2014، ذكرت "سي إن إن" أن الولاياتالمتحدة قد اتهمت روسيا بانتهاك المعاهدة، مشيرة إلى إجراء موسكو اختبارات لصواريخ "كروز" في 2008، وأضافت أنه تم إبلاغ الناتو بالانتهاك المزعوم للمعاهدة، إلا أن الحلف لم يكن قد تأكد من أن أنشطة روسيا تشكل انتهاكًا، إلا قبل وقت قريب. وكان الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرج، قد قال في وقت سابق من هذا الشهر إن الحلف لا يزال "قلقًا بشأن عدم احترام روسيا لالتزاماتها الدولية، بما في ذلك معاهدة القوى النووية متوسطة المدى"، مضيفًا أن "هذه المعاهدة في خطر الآن بسبب تصرفات روسيا". «بيحلم بعالم أحادي القطب».. موسكو ترد على ترامب وتابع: "بعد سنوات من الإنكار، اعترفت روسيا مؤخرًا بوجود نظام صاروخي جديد يسمى (9M729) ولم تقدم روسيا أي إجابات موثوقة حول هذا الصاروخ الجديد". ماذا يعني هذا بالنسبة لأمن الولاياتالمتحدة؟ ترى الشبكة الأمريكية أن الانسحاب من المعاهدة يمكن أن يثير سباق تسلح في أوروبا، يشبه السباق الذي كان يحدث عندما وقعت المعاهدة في الثمانينيات. وقال جون كيربي: "أعتقد أنه إذا انسحبنا، فنحن بحاجة إلى التفكير في ما نحن مقبلون عليه، الآن نحن لا نمتلك نفس القدرة التي يمتلكها الروس مع هذا الصاروخ بالتحديد، لذا يجب أن نعرف كيف سنواجهه؟ وكيف سنساعد في ردع استخدامه في قارة أوروبا؟". كيف تستفيد الصين من المعاهدة؟ يعتقد مسؤولو الإدارة أن المعاهدة وضعت الولاياتالمتحدة في موقف ضعف، لأن الصين لا تواجه أي قيود على تطوير صواريخ نووية متوسطة المدى في المحيط الهادي، ولا تسمح للولايات المتحدة بتطوير أسلحة جديدة. الصينوروسيا تطوران صواريخ «الهايبرسونيك».. وأمريكا «محلك سر» ففي عام 2017، قال رئيس القيادة الأمريكية في المحيط الهادي الأدميرال هاري هاريس، أمام الكونجرس أن نحو 95% من قوة الصواريخ الصينية سوف تنتهك معاهدة القوى النووية متوسطة المدى إذا كانت جزءا منها، وأضاف هاريس أن "هذه الحقيقة مهمة لأننا لا نملك قدرات مماثلة بسبب التزامنا بالمعاهدة".