كأن هناك إصرارا من طلعت زكريا على فقد كل ما كان يمتلكه قبل نحو 10 أعوام، نظرًا لضآلة إيرادات أعماله التي أدت بالضرورة إلى تقديم أعمال محدودة الميزانية، وآخرها "حليمو". الصعود للقمة هو بالتأكيد أمر صعب، لكن الأصعب منه هو المحافظة عليه، عدة نجوم نجحوا في تحقيق نجاح بعمل أو عملين، لكن سرعان ما خفت نجمهم وبريقهم، ومن أبرزهم الفنان طلعت زكريا، الذي حقق عدة نجاحات في أدوار كوميدية ثانية، ومنها في أفلام "التجربة الدنماركية، غبي منه فيه، سيد العاطفي، السيد أبو العربي وصل"، وغيرها، ما مكنه من الوصول إلى البطولة بعد رحلة طويلة في رحاب الفن، وما لبث أن ينجح له فيلمان، وهما "حاحا وتفاحة" و"طباخ الرئيس"، حتى باتت المراهنة عليه كبطل محفوفة بالمخاطر منذ فيلمه الثالث" الفيل في المنديل". طلعت زكريا من مواليد حي محرم بك في الإسكندرية في 18 ديسمبر 1960، التحق بكلية الشرطة تنفيذًا لرغبة والده، لكنه لم يتحمل الحياة العسكرية، وقرر ترك الكلية والتفرغ لحلم التمثيل، وعانى كثيرًا حتى إنه عمل بائعًا للصحف وعامل نظافة ونادلا بمطعم وسائق، حتى تخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية قسم تمثيل وإخراج طلعت زكريا من مواليد حي محرم بك في الإسكندرية في 18 ديسمبر 1960، التحق بكلية الشرطة تنفيذًا لرغبة والده، لكنه لم يتحمل الحياة العسكرية، وقرر ترك الكلية والتفرغ لحلم التمثيل، وعانى كثيرًا حتى إنه عمل بائعًا للصحف وعامل نظافة ونادلا بمطعم وسائق، حتى تخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية قسم تمثيل وإخراج عام 1984، وانضم إلى فرقة الإسكندرية المسرحية، وشارك في أكثر من 30 مسرحية في بداية مشواره الفني. أول ظهور سينمائي لطلعت زكريا كان خلال فيلم بعنوان "حادي بادي" (1984)، مع سمير غانم ودلال عبد العزيز، ومعهما أيضًا في مسرحية "فارس وبني خيبان" من إخراج حسن عبد السلام عام 1987، وكان أول عمل مسرحي يعرض له على التليفزيون، وخلال التسعينيات شارك في كثير من الأعمال في أدوار شبه ثانوية، مثل مسرحيات "البعبع، البراشوت، المستخبي"، ومسلسلات: "النوة، الوعد الحق، ألف ليلة وليلة، علي بابا والأربعين حرامي، القرموطي في مهمة رسمية"، وغيرها. وفي الألفية الجديدة، تطور أداء طلعت زكريا وأصبح يميل إلى الأدوار الكوميدية، وشارك في كثير من الأعمال، ومنها مسلسلات "قط وفار فايف ستار، حاجة تحنن، ضبط وإحضار، مبروك جالك قلق"، وأفلام "عودة الندلة، ليه خلتني أحبك، أبو علي، جاءنا البيان التالي، شجيع السيما"، ومسرحيات "دو ري مي فاصوليا، خلوصي حارس خصوصي، كحيون ربح المليون"، وغيرها من الأدوار المساعدة التي أكسبته شهرة. تلك الشهرة والنجاحات في الأدوار الثانية أهلّته إلى لعب أولى بطولاته السينمائية عام 2006، من خلال فيلمي "قصة الحي الشعبي" مع نيكول سابا، و"حاحا وتفاحة" مع ياسمين عبد العزيز، وحقق بالأخير نجاحًا واسعًا، وكانت أول بطولة مطلقة له في فيلم "طباخ الريس" (2008) مع خالد زكي وداليا مصطفى ومن إخراج سعيد حامد، وكان أول فيلم سينمائي مصري يتطرق إلى حياة رئيس الجمهورية آنذاك حسني مبارك، والذي أثنى على الفيلم ووطد علاقته ببطله، وبالطبع حقق من خلاله نجاحًا كبيرًا. وفي عام 2011، قامت ثورة 25 يناير، فتبنى طلعت زكريا موقفًا معارضًا لها، وأطلق تصريحات معادية لشبابها، ووصفهم بالمثليين والمدمنين، وترتب عليه وضعه في القائمة السوداء للفنانين المعارضين للثورة، لكنه تحدى الجميع وراهن على نجاحه واستمراره بفيلم "الفيل في المنديل" بعد 5 أشهر فقط من قيام الثورة، وأكد أنه حال نجاح حملات مقاطعة فيلمه سيترك الفن ويعمل "سائق تاكسي"، إلا أن الفيلم لم يحقق أي نجاح وبسببه تعرض المنتج محمد السبكي لخسائر مادية فادحة، وخسر زكريا رهانه، ما تسبب في غيابه عن الساحة عامين، ومنذ ذلك الحين وبدأت أسهمه تنخفض. عاد زكريا مع الفنان عادل إمام في 2013 من خلال مسلسل "العراف"، ولم يمر العمل مرور الكرام، واتهم طلعت الزعيم بأنه استحوذ على العمل بمفرده ما أثر على دوره، ثم في 2014 قام ببطولة فيلم كويتي مصري "اللي جاي أحسن"، ولم يعرض الفيلم بمصر، ثم في 2017 صوّر فيلم "فيلم مش هندي" مع سمير غانم، ومسلسل "عائلة حاحا" الذي يُعيد فيه تقديم شخصية "حاحا" التي قدّمها في فيلم "حاحا وتفاحة"، ولم يُعرض أي من العملين، وبعد غياب 6 أعوام عن دور العرض السينمائي، طُرح له في نفس العام فيلم "حليمو أسطورة الشواطئ"، وجاء العمل رديء للغاية ولم يُحقق العمل أي نجاح يُذكر. ورغم التأثير الواضح لمواقفه السياسية التي ساهمت بشكل كبير بهبوط شعبيته، إلا أن طلعت زكريا يحاول منذ سنوات، تقديم فيلمه "حارس الرئيس" حول فترة حكم الرئيس المخلوع محمد مرسي، وعلاقته بحارسه، ومعاناة الشعب خلال عهد الجماعة، ورغم فشله الكبير ككاتب سيناريو في "الفيل في المنديل"، إلا أنه أعلن مؤخرًا خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "رأي عام"، عبر فضائية "TEN"، أنه يعكف على كتابة فيلم رعب كوميدي، على أن يكون بطل الفيلم "تُربي"، وله علاقة بالموتى والأشباح التي تسكن المقابر، ثم يتحول العمل إلى كوميديا عندما يخرج له بعض الموتى وهم يلعبون طاولة وكرة قدم! يبدو وكأن هناك إصرارًا من طلعت زكريا على فقد كل ما كان يمتلكه من جماهيرية قبل نحو 10 أعوام، رغم أنه حتى لم ينجح في السنوات الأخيرة في أن يظل في الميدان متواجدًا داخل الخريطة الفنية، نظرًا لضآلة إيرادات أعماله التي كانت تؤدي بالضرورة إلى تقديم مزيد من الأعمال محدودة الميزانية، وآخرها "حليمو"، حتى أصبح خارج الخط منذ "طباخ الرئيس". هذا الفشل الجماهيري الكبير طوال هذه السنوات، من الضروي أن يستدعي من طلعت زكريا التفكير في العودة خطوة للوراء، وأن يتذكر أيام أدواره الثانية التي حققت نجاحًا، خاصةً أنه لم يُحقق نجاحًا سوى بعملين فقط "حاحا وتفاحة، وطباخ الرئيس"، لعله يجد ضالته مجددًا في مثل هذه الأعمال كمشاركته في مسلسل "الزئبق" إلى جانب كريم عبد العزيز وشريف منير، بدلًا من أن يحاول اللحاق بقطار السينما السريع، الذي فاته على الأغلب، بأفلام رديئة محكوم عليها بالفشل.