"من المسلمات في علم السياسة أن نظام الحكم في مجتمع ما يماثل الهيكل العظمي بالنسبة للجسد الحي، وبما أن الجسد الحي الطبيعي ينمو باضطراد فإن هيكله العظمي يجب أن يزداد طولا وعرضا، ليتسع لهذا النمو، لهذا تتغير الدساتير، أو تعدل من حقبة لأخرى لاستيعاب القوى والمتغيرات والمصالح المستجدة"، هكذا كانت بداية مقدمة الكاتب الصحفي عبد العظيم حماد لكتابه "صحوة الموت..الفصل الأخير في رواية يوليو 1952" والصادر عن دار الشروق، وهي رؤية جديدة لهذه الحقبة المهمة في تاريخ مصر. بداية يقدم الكتاب تحليلا وافيا يرد فيه على السؤال حول ما إذا كان نظام يوليو 1952 قد أثبت فشله وصار فاقدا للشرعية؟!ينقسم الكتاب إلى ثلاثة أبواب، جاء الأول بعنوان "الأساطير المؤسسة" وفيه يفند الكاتب عددا من المقولات والمفاهيم الخاطئة والضالة والمضلة والتى شاعت بين الناس، ومنها أن الشعب المصري لا تصلح بداية يقدم الكتاب تحليلا وافيا يرد فيه على السؤال حول ما إذا كان نظام يوليو 1952 قد أثبت فشله وصار فاقدا للشرعية؟! ينقسم الكتاب إلى ثلاثة أبواب، جاء الأول بعنوان "الأساطير المؤسسة" وفيه يفند الكاتب عددا من المقولات والمفاهيم الخاطئة والضالة والمضلة والتى شاعت بين الناس، ومنها أن الشعب المصري لا تصلح له الديموقراطية، وأسطورة "الشعب الكسول الغير محب للعمل". وحمل الباب الثاني عنوان "الجيش والمجتمع" وفيه يتناول الكاتب جدلية المجتمع المصري على مر العصور، كما يقارن ما بين دور الجيش في ست دول هي: فرنسا والصين وتركيا وباكستان ومصر والجزائر حيث اقتضى تطور كل واحدة من هذه الدول دورا سياسيا للجيش متفاوتا من دولة لأخرى، كما تطرق المؤلف إلى سقوط نظرية المسلك الطبيعي، تلك النظرية التى تقضي بحق الجيوش في استلام السلطة ولو بالقوة عندما يختلف السياسيون. وجاء الباب الثالث بعنوان "البحث عن الخلاص" ولفت فيه الكاتب إلى ما توعدنا به "فيلسوف الجغرافيا" جمال حمدان باعتباره "تسمما ذاتيا بطيئا"، كما أشار إلى ما وصفه ب"وصفة لتجديد دماء مصرٍ" تبدأ بعلاج الاحتقان السياسي، وتغيير وتطوير الأداءات المختلفة في مجال الخدمات، والصحة العامة، ومكافحة الفساد، ثم الإصلاح القضائي في محاولة من الكاتب للوصول إلى نظام سياسي يحل معضلة فشل نظام يوليو في تأهيل مصر إلى دولة حديثة سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وعلميا وثقافيا.