تعقد تركيا اليوم أمالًا على بطولة أوروبا لكرة القدم المقرر انعقادها 2024، وإمكانية نجاحها باستضافتها في ظل وجود منافس قوي وهي ألمانيا التي تعتبر عملاق كرة القدم في العالم، والعدو السياسي للرئيس رجب طيب أردوغان. صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية قالت: إن تركيا واحدة من دولتين تتنافسان على استضافة بطولة أوروبا لكرة القدم المقررة عام 2024، حيث سيتم الإعلان عن اسم الفائز الخميس المقبل، وبالنسبة لملايين الأتراك فإن استضافة البطولة ستكون تجربة لا تتكرر إلا مرة واحدة في العمر، ولتحقيق ذلك، سيكون على تركيا هزيمة ألمانيا، التي تعتبر عملاق كرة القدم. وتعد تركيا مرتبطة بشكل وثيق مع ألمانيا، حيث هاجر إليها مئات الآلاف من الأتراك في الستينيات، واليوم يبلغ عدد المغتربين الأتراك في البلد الأوروبي ما بين 3 و4 ملايين شخص. "واشنطن بوست" نوهت بأن الهجرة عززت الروابط الاقتصادية والثقافية بين البلدين، لكن أيضًا هناك احتكاك سياسي، حيث واجه الأتراك الألمان عقودًا من العنصرية والشكوك حول ولائهم، مما خلق توترًا بين أنقرة وبرلين، وقاومت ألمانيا منذ فترة طويلة محاولات تركيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. اقرأ أيضًا: تركيا تعزز وجودها في «المتوسط».. وتحدث أزمة جديدة مع قبرص وازدادت الأمور سوءًا بعد عام 2016، وذلك عقب محاولة الانقلاب المزعومة في تركيا، حيث قام أردوغان بشن حملة واسعة النطاق على المتآمرين في الجيش والمجتمع المدني، بحسب زعمه. في الوقت نفسه، انتقدت ألمانيا بشدة السلطان العثماني بسبب سجله في حقوق الإنسان، ما دفعها إلى منعه من القيام بحملات من أجل التصويت على الأراضي الألمانية قبل استفتاء دستوري العام الماضي، ليرد أردوغان بتشبيه حكومة المستشارة أنجيلا ميركل ب"النازيين"، وفقا للصحيفة. وأوضحت الصحيفة أن البلدين شرعا مؤخرًا في إصلاح العلاقات، وهذا الأسبوع، سوف يقوم أردوغان بأول زيارة رسمية لألمانيا منذ توليه الرئاسة عام 2014، وقام أيضًا بمبادرات تجاه أوروبا وسط معركة مع الرئيس ترامب والهبوط الحاد في قيمة العملة. ولفتت إلى أن فوز تركيا بالنسبة للعديد من الأتراك سيعني قبول بلدهم على الساحة الرياضية العالمية، ونصرًا نادرًا على ما يعتبره العديد من الأتراك بمثابة تصدع مستمر من جانب أوروبا. اقرأ أيضًا: سيناريو صادم ينتظر تركيا بعد دعم الاتحاد الأوروبي لقبرص أما ثروت ياردمجي نائب رئيس الاتحاد التركي لكرة القدم فقد قال: إن بلاده تستحق استضافة بطولة أوروبا 2024 لأنها تمثل جبهة جديدة ستحقق مكاسب اقتصادية كبيرة، متجاوزًا مخاوف بشأن سجل البلاد في مجال حقوق الإنسان. وأوضح ياردمجي أن بلاده تتمتع بجاذبية لأنها مقصد لم يستغل حتى الآن من جانب الاتحاد الأوروبي، مؤكدًا في الوقت ذاته أن ألمانيا تملك سجلًا حافلًا في استضافة الأحداث، لكن تركيا سوق جديدة، وفقا ل"رويترز". وتابع "تركيا تمثل جبهة جديدة تمامًا، لأن الاتحاد القاري للعبة يريد جذب المزيد من الجماهير والرعاة وخلق أجواء من الحماس والإثارة، إضافة إلى أن تلك الخطوة ستوفر قيمة تضاف إلى الإيرادات التي يبحث عنها الاتحاد". المسؤول التركي نوه أيضًا بأن إقامة البطولة في بلد يمتد جغرافيًا عبر قارتي أوروبا وآسيا، سيفتح الباب على توسع كرة القدم الأوروبية على الصعيد العالمي في الوقت الراهن، بحسب الوكالة. اقرأ أيضًا: الاتحاد الأوروبي ينقلب على تركيا.. وقبرص تصفع أردوغان لكن "واشنطن بوست" عاودت التأكيد على أن ألمانيا هي المفضلة، إلى جانب ثقافتها المجنونة في كرة القدم ونجاحها الطويل على الساحة الدولية، كونها تتميز بدوري الدرجة الأولى الأكثر شعبية في العالم، والكثير من الملاعب الكبيرة والحديثة. وسيتخذ الاتحاد الأوروبي لكرة القدم قرارًا نهائيًا بشأن البلد الذي سيستضيف بطولة أوروبا 2024 عندما تجتمع اللجنة التنفيذية الخميس المقبل في مقر الاتحاد في مدينة نيون السويسرية، بحسب "دويتشه فيله" يُذكر أن تركيا فشلت في السابق باستضافة نسخة البطولة في 2016، كما لم ينجح عرضها لاستضافة الألعاب الأولمبية الصيفية في 2020 في حين حصلت ألمانيا على حق استضافة كأس العالم في 2006 وهي البطولة التي وصفت على نطاق واسع بأنها كانت ناجحة.