«الفقر» هو الأب الشرعي للبؤس وكل الشرور، فحينما تضيق حلقات الدنيا يصبح كل شيء مباحا أمام المرء إلا من رحم ربي، وتهون حتى الحياة ذاتها، وهو نفس الشيء الذي يدفع أشخاصا لبيع قطع من أجسادهم للإنفاق على متطلبات الحياة أو رعاية أطفالهم وأسرهم وهو ما حدث مع الشاب «رجب. ع»، صاحب الثلاثين عاما الذي اضطر لبيع كليته بمقابل 15 ألف جنيه، قبل أن تكشف الأجهزة الأمنية تاجر الأعضاء وضحاياه وتباشر النيابة التحقيقات. معلومات وتحريات ضباط مباحث رعاية الأحداث، توصلت لقيام "صابر.ا.ع" عامل صرف صحى، مقيم بدائرة مركز شرطة أوسيم بالجيزة، وسبق اتهامه فى 4 قضايا آخرهم قضية "ضرب" محكوم عليه فيها بالسجن شهرين، بالاتجار فى الأعضاء البشرية من خلال استقطاب الأشخاص الراغبين فى بيع أعضائهم البشرية (الكلى) نظير مقابل مادى. وأضافت التحريات أن المتهم استغل تواضع مستوى ضحاياه الاجتماعى وحاجتهم للمال وقيامه بالحصول منهم على إقرارات موثقة بمكاتب توثيق الشهر العقارى تتضمن رغبتهم فى التبرع بأعضائهم دون مقابل وكذا الحصول منهم على إيصالات أمانة موقعة على بياض لضمان عدم عدولهم عن بيع أعضائهم. وبتكثيف التحريات، أكدت قيامه باستقطاب المجنى عليه "رجب ا.ع" 30 سنة، عامل مقيم بدائرة مركز شرطة أوسيم والحصول منه على الإقرارات والاستيلاء على كليته اليمنى بأحد المستشفيات مقابل 15 ألف جنيه. بتقنين الإجراءات تم استهداف المتهم بمسكنه، وبحوزته عدة صورة ضوئية لإقرارات موثقة بالشهر العقارى عن التبرع بكلى دون مقابل خاصة ببعض المجنى عليهم من عدة محافظات. بمواجهة المتهم بالمضبوط وبما أسفرت عنه التحريات والضبط اعترف بقيامه بمزاولة نشاطه الإجرامى فى مجال الإتجار فى الأعضاء البشرية، فتم إتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة وباشرت النيابة التحقيقات.